تسرب الأطفال وعمالتهم في الشمال المحرر.. كيف أثرت الحرب الطويلة على مستقبل الأطفال؟ - It's Over 9000!

تسرب الأطفال وعمالتهم في الشمال المحرر.. كيف أثرت الحرب الطويلة على مستقبل الأطفال؟

بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
ألقت الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات في سوريا بعد بدء الحراك الشعبي ومواجهة النظام للثائرين عليه بالحديد والنار والمدافع، بثقلها على الأطفال في الدرجة الأولى، حيث انعكست ظروف الحياة والقصف والنزوح على تعليمهم وحياتهم بشكل كبير.
وانتشرت خلال السنوات الماضية عمالة الأطفال وتسربهم من المدارس بهدف البحث عن عمل لإعانة عائلاتهم، ليتحول الطفل إلى أب ومعيل لعائلته قبل أوانه، منهم من فقد معيله ومنهم من عجز ذويه على إكمال تعليمه، ومنهم من حرمهم القصف والنزوح من الذهاب لمدرسته التي دمرها قوات النظام وحلفائه، فكان طريقه معبداً للتوجه للعمل ولا بديل لديه.
الطفل "محمد نقار"، البالغ من العمر تسع سنوات، قال لبلدي نيوز: "استشهدت والدتي في مجزرة الحولة على يد قوات النظام أثناء اقتحامهم للبلدة وتهجرنا برفقة والدي إلى مدينة حلب وهناك تزوج والدي من سيدة أخرى وهو مريض غير قادر على العمل ومع مرور الأيام وتزايد وتيرة الحرب هجرنا مع آلاف العائلات من مدينة حلب بشكل قسري إلى محافظة إدلب".
وأضاف الطفل "نقار": "أنا لم أدخل المدرسة حتى الآن بل أعمل في محل لشواء اللحوم قريب من منزلنا من أجل كسب قليل من المال وأساعد والدي في تأمين مصروف المنزل الذي استأجره لنا، كان حلمي سابقاً الذهاب للمدرسة برفقة أصدقائي لكن الأوضاع المعيشية فرضت على العمل".
أيضاَ الطفل "عادل جليل" ذو الثماني سنوات نزح من مدينة حلب بعد استشهاد والده بقصف للطائرات الحربية الروسية إلى الشمال السوري مع والدته وإخوته الأصغر منه سناً ولم تسمح الأحوال المادية والمعيشية له بدخول المدرسة التي كانت حلمه وطموح والده المستقبلي برؤيته طبيباً أو مهندساً إلا أن بطش النظام وظروف الحياة دمرت كل شيء.
من جهته، قال المستشار القانوني "محمد نور حميدي" في حديثه لبلدي نيوز أن أسباب عمالة الأطفال وتسربهم عن المدارس، تعود لقصف قوات النظام خلال سنوات الحرب الثمانية على المدن والبلدات وتدمير البنية التحتية وتعمد طائرات الأسد والمدافع الحربية على تدمير المدارس، وفرض الحصار والتجويع على المدن والبلدات التي إدتا إلى انقطاع كل الموارد التي من شأنها دعم العملية التعليمية، وكذلك من الأسباب التهجير القسري إلى المخيمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وفقدان الأب أو الأم المعيل الرئيسي للعائلة وتفكك الاسر، جميع هذه الأسباب دفعت المئات من الأسر لأرسال أبنائهم أو أطفالهم لسوق العمل لكسب ولو شيء بسيط يساعدهم في التغلب على الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشونه.
وأشار حميدي إلى أن نتائج التسرب تنعكس بشكل سلبي وخطير على الأطفال، حيث ينتج عنها ضياع الطفل، والبدء بالتدخين، وتعاطي المخدرات، وبعض الأفعال الشاذة كالسرقة التي تأدي إلى السجن وإلى فوضى في حياة الطفل وفي بعض الأحيان يندفع ليرتكب جرائم القتل نتيجة التفكك الأسري والعوز أي الحاجة المادية، فهناك حقوق للطفل يجب أن يتمتع بها في أدنى الدرجات وهي الدخول إلى المدرسة والحصول على هوية.
وبحسب المسؤول الإعلامي لمديرة التربية والتعليم في إدلب "مصطفى حاج علي"، وصلت نسبت تسرب الأطفال عن المدارس في محافظة إدلب شمال سوريا إلى 35% للحلقة الأولى أي من الصف الأول إلى الرابع، والحلقة الثانية من الصف الخامس حتى التاسع 25%، والحلقة الثالثة وهي النسبة الاكبر وصلت إلى ما يقارب الــ60% وجميعها نسب مرتفعة.

مقالات ذات صلة

خبير اقتصادي : أغلبية الأسر السورية عاجزة عن تأمين متطلبات التدفئة

"استجابة سوريا": نحو 2.3 مليون طفل سوري بلا تعليم

قرارات جديدة لحكومة النظام بشأن التعليم

رايتس ووتش تُطالب بوقف تسييس تعليم الأطفال السوريين في لبنان

اليونيسيف: نحو مليونين ونص المليون طفل خارج المدرسة في سوريا

الائتلاف الوطني: انتهاكات الأسد المتكررة أدّت لتضرر 40% من مدارس سوريا