بلدي نيوز- إدلب (معاذ العباس)
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لأحد عناصر الدفاع المدني يجلس بالقرب من جثة امرأة متفحمة بعد أن التهمتها نيران الحقد جراء قصف النظام الذي استهدف مدينة خان شيخون جنوب إدلب، اجتاحه موجة من البكاء وتملكه الشعور بالحسرة والألم إذ لم يكن بمقدوره أن يقدم لها المساعدة، لتختصر هذه الصورة معاناة من يخاطرون بحياتهم لينقذوا الآخرين وتكشف الجانب الإنساني فيهم.
وفي الصدد؛ قال عنصر الدفاع المدني "عبد الله معراتي" الذي ظهر في الصورة لبلدي نيوز: "كمتطوعين بالدفاع المدني هذا هو عملنا وأي مصاب هو من أهلنا، وعندما يأتي التعميم للتوجه إلى مكان القصف، لا شك أن يتملكنا شعور الخوف، إلا أن هذا الخوف يتعلق بالآخرين فيما إذا تعرضوا للإصابة، وعندما نرى إصابة خطرة نشعر بالأم عندما لا نستطيع إنقاذهم، ولكن بالنتيجة هذا عملنا ومهمتنا هي العمل تحت القصف لإنقاذ الأرواح".
وأضاف، "ما حدث معي اليوم عندما وصلت إلى هذا المكان في مدينة خان شيخون، لا يشبه ما سبق، المكان يشتعل بالنار، وجثة امرأة متفحمة وسط النيران، بداية شعرت بالرعب، وكل ما جال في ذهني هو أن تلك المرأة كانت برفقة طفلها وزوجها قبل دقائق، وزوجها إلى جانبي يبكي، وطفلها الذي كان يمسك بيدها قبل لحظات انفجر بالبكاء، الأمر الذي جعلني أتجرأ وأحملها وأخرجها من وسط النيران".
يشار إلى قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مدينة خان شيخون جنوب إدلب، بأكثر من 50 صاروخا خلال الساعات الماضية، أسفر عن استشهاد سيدتين.
وكان المتطوع في الدفاع المدني "محمد الهر" قد تعرض لموقف مشابه عند إخراجه طفلة من تحت الأنقاض في خان شيخون وهي بعمر الثلاثة أشهر، ما لبثت أن طالته يد الغدر واغتالته بعد أيام في مركز الدفاع المدني مع ستة من رفاقه.