"شرق سوريا" من الحرية إلى ديكتاتورية تنظيم الدولة والإدارة الذاتية - It's Over 9000!

"شرق سوريا" من الحرية إلى ديكتاتورية تنظيم الدولة والإدارة الذاتية

بلدي نيوز – الحسكة (كنان سلطان)
التحقت المحافظات الشرقية الثلاث (الحسكة، ديرالزور، الرقة) بالثورة السورية مبكراً، وخرجت مدينة دير الزور بمظاهرات مليونيه نافست فيها مدينة ابو الفداء (حماة) فأرسل نظام الأسد أولى حملاته العسكرية إلى ديرالزور بهدف قمع الحراك السلمي الذي خرج عن  السيطرة، كما شهدت مدن محافظة الحسكة مظاهرات مماثلة وخاصة القامشلي وعامودا ورأس العين ومدينة الحسكة التي بقي حي غويران فيها تحت سيطرة الجيش الحر إلى أيلول/ سبتمبر 2014، ولم تغيب الرقة أبدا عن المظاهرات السلمية، فكانت أول المحافظات السورية المحررة.
مع اشتداد الحملة العسكرية لقوات النظام وتحول الثورة السورية إلى مسلحة، أسقط ثوار ديرالزور أول طائرة حربية من نوع ميغ 23  في أب/أغسطس 2012، وتمكن الجيش الحر تدريجا من تحرير كافة مناطق الريف وأغلب أحياء المدينة ومحاصرة المطار العسكري، إلى أن خسر كافة مواقعه لصالح تنظيم "الدولة" في صيف 2014.
أما محافظة الرقة، فكان لها شرف أن تكون أول المحافظات المحررة في آذار/مارس 2013، وشهدت المدينة حراكا مدنيا ونشاطا ثوريا لمدة استمرت نحو العام تقريباً، إلى سيطر تنظيم "الدولة" على المدينة ثم على ريفها في بداية العام 2014.
وفي محافظة الحسكة بدأ الجيش الحر تحريرها من أطرافها الجنوبي بتحرير مدينة مركدة في صيف 2012 ثم تحرير مدينة رأس العين الاستراتيجية  في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وتقدم الجيش الحر تدريجيا في المحافظة إلى أن وصل إلى أطراف مدينة الحسكة والقامشلي التي أطلق الثوار معركة لتحرير مطارها في نيسان/أبريل 2013.
لكن تقدم المحافظات الشرقية لم يمضِ دون عوائق، فبدأت الصدامات مع مسلحي الوحدات الكردية مبكراً مع تحرير مدينة رأس العين إلى أن تمكنت الوحدات من السيطرة على المدينة في تموز/يوليو 2013، كما سيطرت على معبر اليعربية مع العراق في تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، كما حاولت التقدم إلى مدينة تل حميس وتل براك في ريف القامشلي الجنوبي فتمكن الجيش الحر من التصدي لها وكبدها خسائر فادحة.
 إلا أن ظهور تنظيم "الدولة" في المنطقة الشرقية في بداية العام 2014 وبداية توسعه فيها، فسيطر على الرقة في كانون الثاني 2014، ثم  سيطر على المناطق المحررة بريف الحسكة، ففضلت كتائب الجيش الحر الانتقال إلى دير الزور، حيث خاض الجيش الحر والفصائل الإسلامية اشتباكات استمرت لأشهر مع التنظيم بمنطقة مركدة.
في أيلول 2014، أعلن عن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، وكان عماد القوة البرية للتحالف مكون من الوحدات الكردية وخاصة بريف الحسكة، بينما شاركت الوحدات بعض فصائل الجيش الحر شمال الرقة وحلب، فتمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة تل أبيض شمال الرقة في أيار/ مايو 2015، قبل ذلك كانت سيطرت مدينة تل حميس وبلدة براك، ثم تابعت تقدمها بريف الحسكة إلى سيطرت على مدينة الشدادي في شباط/ فبراير 2016، بعد تحويل اسمها إلى "قوات سوريا الديمقراطية" حيث تتلقى دعما من النظام ورسيا والتحالف الدولي بحجة محاربة تنظيم "الدولة"، كما إنها وصلت إلى شمال محافظة دير الزور.
النتيجة إنه بعد خمس سنوات من الثورة يتقاسم الآن كل من تنظيم "الدولة" وميلشيا قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على المحافظات الشرقية، بينما يتشارك النظام السيطرة على القامشلي والحسكة مع الوحدات الكردية، كما يسيطر على أحياء في مدينة دير الزور والمطار العسكري على أطرافها.

مقالات ذات صلة

إنزال جوي لقوات التحالف بريف دير الزور فما القصة؟

تحركات مريبة للنظام شرقي دير الزور

لاستقطاب الشبان.. إيران ترعى دورة كروية في دير الزور

"التنظيم" يعلن حصيلة هجماته في البادية السورية خلال أسبوع

دير الزور.. النظام يدفع بعناصر التسويات لمواجهة التنظيم في البادية

إصابة اطفال بانفجار في دير الزور