بلدي نيوز - ريف دمشق (زين كيالي)
اعتمد نظام الأسد وأفرعه الأمنية على سياسة الركوع أو الموت جوعا ضد الشعب السوري الرافض لنظام حكمه، الأمر الذي جعله ينفذ حصارا محكما على عشرات المناطق بغية تركيع أبنائها، حيث أدى الحصار ومنع الأغذية إلى وفاة المئات من السوريين جوعا، في ظل وقوف المجتمع الدولي موقف المشاهد.
وبحسب إحصائيات رسمية، فقد قتل النظام السوري ومن معه من ميليشيات طائفية محلية وأجنبية 901 مدنيا في العديد من المناطق، وتشمل قوائم وفيات الجوع 294 طفلا، و189 امرأة، نتيجة الحصار المفروض على المناطق المناهضة لنظامه منذ اندلاع الثورة السورية.
فقد توفي 68 مدنيا نتيجة الجوع وسوء التغذية في بلدة مضايا المحاصرة من قبل النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني، بريف دمشق، إضافة إلى مقتل عدد كبير منهم جراء انفجار الألغام التي زرعها الحزب على أطراف البلدة.
وقال خالد محمد، رئيس النقطة الطبية في بلدة مضايا إن 7 أشخاص توفوا منذ دخول قافلة المساعدات الأخيرة إليها، مؤكدًا أن النقاط الطبية غير معدة لعلاج المرضى وبحاجة لتأهيل كامل للقيام بمهامها، وأوضح محمد، أن الكثير من أبناء البلدة يعانون من جفاف حاد، بسبب نقص التغذية وهم بحاجة للعلاج، مشيرا أن عدد من هم في حالة صحية حرجة يفوق الـ 300 حالة.
وأوضحت تقارير صادرة عن المستشفى الميداني بمضايا وأكده الوفد الطبي الداخل إليها أن هناك 400 حالة بحاجة ماسة للعلاج في المستشفى وتقديم الرعاية الخاصة، ولكن رفض النظام إخراجهم زاد حالتهم سوء وتوفي بعضهم، فأجسادهم النحيلة لم تحتمل المماطلة والانتظار.
فيما توفي ما يقارب الـ20 مدنيا غالبتيهم من الأطفال في معضمية الشام بريف دمشق الغربي، وتشهد معضمية الشام التي تضم حوالي 35 ألف مدني حصارا خانقا منذ أعوام رغم إبرامها لهدنة مع قوات النظام في أواخر عام 2013، إلا إن قوات النظام أخلت بالاتفاق مانعة دخول المواد الغذائية إلى المدينة.
وفي الغوطة الشرقية، يقول الناشط الإعلامي "أبو أحمد الشامي" بأن النظام السوري يفرض حصارا خانقا منذ أعوام على ما يزيد عن 400 ألف مدني، وللحصار آثاره السلبية الأخرى التي لا تقل خطورة عن صعوبة تأمين الطعام، إن الكثير من الأعراض المرضية بدأت بالظهور على معظم سكان الغوطة، كنقص التغذية والتهاب الأمعاء، والتهاب الأعصاب وضعف الأسنان بسبب نقص الفيتامينات، فلا وجود للحليب ومشتقاته كما أن اللحوم أصبحت مرتفعة السعر.
مدينة دريا بدورها، فقد دخل الحصار عليها أكثر من ألف يوم، تزامنت مع محاولات الاقتحام المتكررة والقصف بالبراميل المتفجرة التي ما انقطعت عن المدينة.
ألف يوم منع خلالها الأسد الطعام والدواء عن داريا بمن فيها، لكنها أيضاً الف يوم من صمود أسطوري جدير بهذه المدينة، كما هي جديرة باسمها، لتدخل المدينة حالة من الهدوء مع الهدنة الأخيرة دون السماح بدخول المساعدات إلى المدينة.
مدينتا الرستن تلبيسة وسهل الحولة في ريف حمص، إضافة إلى حي الوعر فهي من المناطق التي أطبق النظام السوري اليوم عليها حصاراً شديداً، وأصبحت هذه المناطق تعاني من ظروف صعبة مع ازدياد ظهور حالات مرضية –خصوصا بين الأطفال– نتيجة لسوء التغذية، مشيراً إلى أن المنطقة لا تدخلها مادة الطحين منذ أشهر عدة، وبالتالي فإن أهلها محرومون من مادة الخبز، فضلاً عن نفاد حليب الأطفال.