بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
واجهت الثورة السورية عشرات المطبات والعراقيل منذ يومها الأول، حيث اقتصرت غالبية المواقف الدولية على شجب وتنديد ما يقوم به النظام السوري دون أي وجود أي تحرك حقيقي لإيقاف نزيف الدماء السورية المطالبة بالحرية والعدالة.
وفي الطرف المقابل، كانت روسيا والصين تُفشلان أي مشروع لإدانة الأسد في المحافل الدولية، مستخدمان حق النقض "الفيتو" مراراً وتكراراً، في حين كانت المواقف العربية خجولة، وما هي إلا أشهر قليلة على بدء الثورة السورية، حتى تدخل حزب الله اللبناني بضوء أخضر إيراني رغم نفيه المستمر آنذاك عن مشاركته في قمع الثورة بالسلاح.
الموقف الروسي من الثورة السورية يتلخص بإصرار روسيا على التأييد الصريح للنظام السوري في تعامله مع الانتفاضة السورية، وذلك رغم السلوك القمعي الدموي الذي اتسم به تعامل النظام مع الانتفاضة، وما لقي هذا السلوك من إدانة عربية وعالمية واسعة على مستوى الأنظمة والشعوب.
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور "فايز الدويري" أن لإيران وروسيا أهداف خاصة في سورية، وكل منهما يدافع عن مصالحه داخل الأراضي السورية.
وقال "الدويري" في حديث لبلدي نيوز، إن "أهم الدول التي ساندت الأسد ضد الشعب السوري، هي إيران وروسيا وكلاهما يدافعان عن مصالحهما، إيران تحاول خلق هلال شيعي لمحاصرة السنة، وروسيا تحاول الاحتفاظ بآخر موطئ قدم في المياه الدافئة، وتقصي على المقاتلين الإسلاميين القادمين من روسيا والفوز بعقود الغاز السوري".
ويرى الناشطون السوريون، بأن صمود الثورة السورية أجبر روسيا على دخول حرب رسمية ومعلنة ضد الشعب السوري بحجة "مكافحة الإرهاب، إلا إن الإرهاب كان وسيلة لوصول موسكو إلى غايتها في وضع قبضتها العسكرية على المنفذ البحري السوري إلى العالم الخارجي، من خلال إنشاءها لقاعدة عسكرية في اللاذقية تزامناً مع إبقاء قاعدتها القديمة في طرطوس والتي أنشأها الروس برعاية حافظ الأسد قبل عقود.
وارتكبت الطائرات الحربية الروسية العشرات من المجازر في سورية ضاربة عرض الحائط بأي قيم أخلاقية أو سياسية وكل ذلك بحجة "الإرهاب" الذي يشبه طريق "القدس" الذي تحدث عنه نصر الله والذي يمر من الزبداني وحمص وحلب.
الصحفي السوري "عبد الحي الأحمد"، يرى أن روسيا هي من تدير الأوضاع الميدانية في سورية، وخاصة الميليشيات الطائفية، وإن الدعم الروسي لهذه الميليشيات لا يتعلق بالبعد الديني نهائيا، بل هو مشروع متكامل استراتيجي سياسي عسكري جاء كورقة تدخل أخيرة وحاسمة للمشروع الأكبر.
والتحالف الأضخم "الصيني الإيراني الروسي" الذي يتوحد بالأهداف الاقتصادية والاستراتيجية ويختلف بالبعد الديني الذي تسعى إيران إليه، وإن هذا المشروع يمثل سياسة القطب الجديد المناهض للقطب الأمريكي المتهاوي وتعتبر ركيزته "سورية" بعد هيمنة إيران على العراق.