بلدي نيوز
دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الخميس من القاهرة دول الشرق الأوسط إلى "إنهاء الخصومات القديمة" والتحالف في مواجهة إيران، مؤكّداً أن واشنطن ستعمل بـ"الدبلوماسية" على "طرد آخر جندي إيراني" من سوريا رغم انسحابها من هذا البلد.
وفي خطاب ألقاه في الجامعة الأميركية في القاهرة وحاول خلاله عرض استراتيجية متماسكة للرئيس دونالد ترمب في الشرق الأوسط، قال بومبيو متوجّهاً إلى دول الشرق الأوسط "حان الوقت لإنهاء الخصومات القديمة"، مؤكّداً أن واشنطن "تعمل على إقامة تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار في المنطقة". وأوضح أن هذا التحالف سيضم "دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن ومصر".
ويلخص عنوان خطاب بومبيو الرسالة التي أراد توجيهها: "قوة من أجل الخير: أميركا تسترد قوتها في الشرق الأوسط". وقال في بداية خطابه "في 24 شهرا بالكاد، أعادت الولايات المتحدة، تحت رئاسة ترامب، تأكيد دورها التقليدي كقوة من أجل الخير في هذه المنطقة".
وشدد بومبيو كذلك في خطابه على أن "أمم الشرق الأوسط لن تعرف أبداً أمناً واستقرارا اقتصادياً إذا استمر النظام الإيراني على الطريق التي يسلكها حاليا".
وانتقد بومبيو مطوّلاً الرئيس السابق باراك أوباما واستراتيجيته في الشرق الأوسط التي عرضها في خطابه في جامعة القاهرة عام 2009. وقال "تذكّروا إنه هنا في هذه المدينة تحديدا وقف أميركي آخر أمامكم وعرض سياسته"، معتبراً أنّ استراتيجية الرئيس السابق في المنطقة أدّت إلى "الفوضى".
وكان دونالد ترمب حدّد خلال زيارة إلى الرياض، كانت الأولى التي يقوم بها الى الخارج بعد توليه الرئاسة مطلع 2017، خطاً رئيسياً لسياسته في الشرق الأوسط وهو توحيد حلفاء الولايات المتحدة ضد إيران، إضافة الى مكافحة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري صباح الخميس، أكد بومبيو أن "قرار الرئيس ترامب بسحب قواتنا من سوريا اتُخذ وسنقوم بذلك".
ونفى وجود تناقض بين إعلان ترمب الانسحاب من سوريا وبين الشروط التي ذكرها في ما بعد مسؤولون أميركيون كبار من بينهم مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون.
وفي خطابه في الجامعة الأميركية، أوضح "بومبيو" أن بلاده ستواصل العمل من خلال "الدبلوماسية" مع حلفائها من أجل "طرد آخر جندي إيراني"من سوريا حتى بعد انسحاب الجنود الأميركيين من البلاد.
وبعد أن أعلن ترمب عن انسحاب كامل وفوري من سوريا، أعلنت الإدارة الأميركية على لسان "بومبيو" ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون شروطا لهذا الانسحاب من شأنها أن ترجئ الانسحاب الى أجل غير مسمى.
وتتمثل هذه الشروط في هزيمة نهائية لتنظيم "داعش" الذي لا يزال متواجدا في بعض النقاط في سوريا، والتأكد من أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا الجهاديين بمساندة الأميركيين سيكونون في مأمن في وقت تهدّد تركيا بشن هجوم عليهم.
وشدد الوزير الأميركي على أن "التزامنا باستمرار العمل على منع عودة ظهور (تنظيم داعش) حقيقي وكبير وسنواصل العمل به. ببساطة سنقوم بذلك بطريقة مختلفة في مكان محدد وهو سوريا" حيث تتدخل الولايات المتحدة عسكريا منذ العام 2014 في إطار تحالف مناهض للجهاديين.
المصدر: فرانس برس