بلدي نيوز – (حذيفة حلاوة)
تتصاعد بشكل كبير نشاطات ميليشيا "حزب الله" جنوب سوريا وخاصة في محافظتي درعا والقنيطرة، نظرا لأهميتهما الاستراتيجية والجغرافية لكل من سوريا والدول المجاورة لها، مما يجعلها هدفا لميليشيات إيران بهدف كسب أوراق ضغط سياسي.
منذ اليوم الأول من بدء الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا باتجاه الجنوب، بدأت وسائل الإعلام تتناقل صورا لعناصر تابعين لميليشيات إيران في بلدات ومدن محافظة درعا، بالرغم من الحديث عن اتفاق دولي يضمن عدم وصول لتلك الميليشيات إلى الحدود مع الأردن والجولان المحتل على حد سواء.
زرع الولاءات
تمكنت ميليشيا "حزب الله" عبر زرع عملاء تابعين لها من التوغل في غالبية مدن وبلدات حوران من حدود السويداء شرقا وصولا إلى أطراف محافظة القنيطرة وحدود الجولان غرباً، التي انتقلت إليها ماكينة عمل الحزب مؤخرا بهدف كسب المزيد من الولاءات.
المحامي همام فهمي قال في حديث لبلدي نيوز إن "إيران وحزب الله اللبناني يتلاعبان بالتسوية للبقاء في حوران والقنيطرة، كإنشاء قوات اللواء الشيعي 313 التي تم تشكيلها من أبناء محافظة درعا حصرا، وتم تغيير اسمها لقوات درع الوطن بقيادة وسيم مسالمة الملقب "وسيم الأعمر".
وأضاف فهمي بأن الحزب عمد إلى إرسال مجموعة من قياداته إلى بلدات ومدن حوران برفقة عدد من ضباط النظام والاجتماع بوجهاء تلك البلدات بحجة البحث عن جثث مقاتلين للحزب دفنوا في تلك المناطق، بعد مقتلهم على أيدي ثوار درعا، ومن تلك القيادات التي أرسلها الحزب "الحاج ابو هادي وأبو ذر وأبو جهاد".
وانتقلت بعدها قيادات الحزب إلى إقامة علاقات مع الوجهاء وقادة سابقين في فصائل المعارضة، حيث كان تركيزهم على هدفين أساسيين: الأول هو شراء السلاح من الناس بأسعار عالية لصالح الحزب، وذلك بتكليف عدة شخصيات بالمهمة، أبرزهم مصطفى الكسم من مدينة درعا، وأبو وسام الأسود الذي قتل منذ عدة أيام، برفقة منصور الحريري وكلاهما يعمل لصالح الحزب.
الثاني هو عمل الحزب على تكليف شخصيات بارزة من بلدات ومدن حوران لضم شبان المحافظة إلى الحزب براتب يبدأ بـ300 دولار وحماية من الملاحقة الأمنية من مخابرات الأسد، تمكنوا خلال الأشهر الماضية من ضم المئات من أبناء درعا والقنيطرة، مما مكنهم من نشر عناصر محليين تابعين للحزب جنوب سوريا، وبذلك لن يتم اتهامهم بخرق اتفاق الجنوب.
الاغتيالات
وأوضح فهمي في حديثه لبلدي نيوز بأن الحزب يعمل على تشكيل أوراق ضغط سواء على المتعاملين معه من فصائل المصالحات أو من الرافضين، فقد شهد الجنوب اغتيال عدة قيادات كانوا معروفين بتعاملهم مع الحزب، حيث وجدت جثثهم مرمية على قارعة الطريق في ظروف غامضة، بالإضافة إلى اعتقالهم بعض منهم من قبل مخابرات الأسد، في الوقت الذي عرف عنهم شرائهم ما تبقى من سلاح الفصائل لصالح حزب الله، ومنهم عمر الشريف (أبو وسام الأسود)، ومنصور الحريري، ومشهور كناكري، بالإضافة إلى خالد البادي.
في السياق ذاته تحاول ميليشيا حزب الله تشكيل خلايا نسائية تتبع لها في الجنوب السوري بهدف العمل على تشكيل ورقة ضغط على القياديات أو الوجهاء بقصد ابتزازهم، كل خلية تتراوح ما بين 4-8 نساء وتقود الخلية امرأة، تشرف على عمل كل خلية ضابط يتبع لأحد إفراغ مخابرات النظام بشكل منفرد، بإشراف وتوجيه من ضباط مختصين بصفوف حزب الله.
ومن المفترض أن يكون لكل خلية قطاعها المنفصل عن باقي الخلايا حيث وصلت معلومات عن تمكنها من الانتشار في مدينتين بريف درعا حتى اليوم، وهدف تلك الخلايا الإيقاع بالوجهاء والشخصيات البارزة والمؤثرة ضمن المنطقة الذين يرفضون الانضمام لصفوف حزب الله أو يرفضون المشروع الشيعي في الجنوب أو يرفضون التعامل معهم، وثم ابتزازه جنسيا وتهديده لينصاع لحزب الله والمشروع الايراني وتعليماتهم.
الانتشار العسكري جنوب سوريا
في الوقت ذاته يواصل حزب الله انتشاره العسكري جنوب سوريا خاصة مع الأنباء التي تتحدث عن عمليات نقل لقواعد صواريخ وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من قواعده في ريف حمص وريف دمشق ومنطقة البقاع اللبنانية، باتجاه منطقة اللجاه بريف درعا الشمالي الشرقي، التي تعتبر ذات طبيعة جغرافية صخرية وعرة جدا، أقام فيها مقرا وحقل تدريب في المنطقة لإقامة دورات تدريبية للمنتسبين، مما يمكنها من التخفيف من عبء أضرار الغارات الجوية للجيش الإسرائيلي على معسكراتهم في منطقة اللجاة بسبب وعودة المنطقة، وإمكانية إخفائها بسهولة.
وأما على صعيد انتساب العناصر، بدأ عمل الحزب في منطقة اللجاة شمال شرق محافظة درعا، ليغطي بعدها كامل الريف الشرقي قبل أن ينتقل حالياً إلى الريف الغربي ومدينة درعا، وريف القنيطرة، الذي يتمتع بحساسية بالغة بسبب ملاصقته من الحدود مع الجولان المحتل، حيث ينشط عملهم بشكل سري.
وتمكنت ميليشيا حزب الله من ضم مجموعة بقيادة منصور الرويضان القيادي السابق في جيش العشائر التابع للمعارضة سابقا، وتم إخضاع العناصر لدورتين تدريبيتين، الأولى في قرية أيب في منطقة اللجاه، والتي تم إفراغها من سكانها، لصالح ميليشيا حزب الله بشكل مباشر، والثانية في منطقة المزة في دمشق، لصالح الحرس الثوري الايراني.
كما وتمكن الحزب من الانتشار في ريف القنيطرة عبر ضم العديد من عناصر فصائل المصالحات في جباتا الخشب، الكوم، جبا ،عين عشة، خان أرنبة، وتعتبر أول كتيبة لحزب الله كانت بمنطقة خان أرنبة بقيادة "أحمد كبول" الملقب أبو ضرغام، وتتبع مجموعة كبول لضابط لبناني بالحزب يدعى الحاج حمزة، وكتيبة أخرى بقيادة "رضوان الشبعاني" تتبع لضابط بحزب الله يدعى ماجد منصور لبناني الجنسية , يرتدي زي الجيش السوري برتبه عقيد, مسؤول عن عدة مجموعات لحزب الله في القنيطرة ويقوم بزيارتها بشكل دوري لتفقد مجموعاته وإعطاء التوجيهات ثم يعود لمقره الأساسي.
ومن القيادات التي تتعامل مع الحزب منصور الرويضان قائد سابق في جيش العشائر تابع للحرس الثوري الايراني حاليا، ويحمل بطاقتهم، فيصل الصبيح قائد في ألوية العمري سابقا، وعلي الشتيوي، ومصطفى الكسم قيادي سابق في فرقة 18 آذار، وسام مسالمة الملقب بالعجلوقة شقيق مصطفى الكسم، ومحمود عقلة النجار الحريري من بصر الحرير، ومروان الحريري قيادي في فرقة صلاح الدين سابقا، بالإضافة إلى محمد يوسف شريحي، وأحمد معن بكر، وحسين بكر، وهم قياديون سابقون في لواء "فرسان الجولان" المدعوم من الجيش الإسرائيلي، ووسيم الزرقان قائد سابق بجيش الثورة.
الجدير بالذكر أن ميليشيا حزب الله اللبناني تواجه تيارا معارضا لوجودها جنوب سوريا، بقيادة عراب مصالحات الجنوب أحمد العودة، المدعوم من روسيا، حيث يحاول باستمرار تقليص مساحات سيطرة الحزب ومنع تمدده على حساب تشكيل ميليشيات محلية موالية لروسيا تحت غطاء ما يسمى بالفيلق الخامس.