بلدي نيوز - (شحود جدوع)
تعتبر أعداد العائلات العائدة لريف حماة الشمالي حالياً متدنية مقارنةً بعدد سكان تلك القرى ما قبل نزوح ساكنيها، على الرغم من فترة الهدوء النسبي التي شهدتها المنطقة عقب اتفاق المنطقة منزوعة السلاح.
ويواجه أبناء قرى ريف حماة الشمالي العديد من المعوقات التي تقف بوجه عودتهم إلى قراهم، أهمها عدم الثقة في الاتفاق وتوقع الغدر من نظام الأسد وخرق الاتفاق في أي لحظة، بالإضافة الى الدمار الكبير الذي خلفته سنوات القصف على الريف الحموي، حيث يشكل إصلاح البيوت المدمرة عبئاً كبيراً على أصحاب المنازل، ناهيك عن فقدان العديد من الأمور الخدمية والحياتية ضمن هذه القرى.
فيصل حمادة، إعلامي مجلس كفرزيتا المحلي، قال لبلدي نيوز: "مع عودة الهدوء إلى المنطقة مؤخراً أحصينا عودة العشرات من عائلات مدينة كفرزيتا والقرى والمزارع التابعة لها، إلا أن الأعداد الأخيرة تعتبر قليلة بالنسبة لعدد سكان المدينة الأصلي".
وأوضح "أن هناك المئات من العائلات من أبناء المدينة ممن يقيمون في الشمال السوري وفي المخيمات يتمنون ويرغبون بالعودة، إلا أنهم لا يملكون منازل سليمة يعودون إليها، كما أن فترة نزوحهم الطويلة ومصاريفها الكبيرة والتكلفة الكبيرة لتأهيل المنازل تسببت بعدم قدرتهم على العودة والبدء في إصلاح المنازل من جديد".
وأضاف "أن أعدادا جيدة ممن لا تكلف بيوتهم الكثير لإصلاحها ولديهم القدرة على العودة، لم يعودوا بسبب عدم ثقتهم بالتزام النظام بالاتفاق لأن نظام الأسد اعتاد خرق كل الاتفاقات".
وأشار إلى أن "المجلس المحلي للمدينة شكّل مؤخراً لجنة تقييم أضرار مؤلفة من مهندسين وخبراء لمسح كامل المدينة والخروج بإحصائية مفصلة عن نسبة الدمار وتقديمها للجهات والمنظمات العاملة في مجال الإعمار علها تساعد بعض الراغبين على العودة ممن لا يملكون إعادة إصلاح منازلهم".
بدوره، قال عبدالكريم الخليل، أحد أبناء كفرزيتا، لبلدي نيوز "أقيم منذ عدة سنوات في تركيا وأرغب بالعودة للسكن في مدينتي، إلا أن طيران النظام والطيران الروسي دمر منزلي ومنزل أهلي وجميع منازل أخوتي، ولم أجد مكاناً للسكن لأعود إليه من رحلة نزوحي الطويلة، بالإضافة أن تكاليف نزوحي وقلة السيولة المتوفرة بين يدي منعتني من إعادة ترميم منزلي الذي دمر أكثر من نصفه".
ويعول أبناء الريف الحموي على الجهات الإنسانية الدولية بشكل عام والجهات الإنسانية التركية على وجه الخصوص في مساعدتهم بإعادة ترميم وإعمار ما دمرته آلة حرب النظام من منازل وبنى تحتية خلال الأعوام السبعة الماضية، كي يتسنى للراغبين بالعودة إلى منازلهم.
يذكر أن مدن مورك، وكفرزيتا، واللطامنة المحررة شمال حماة، تعرضت إلى آلاف الغارات الجوية من طيران النظام الحربي والطيران الروسي، وتفوق نسبة الدمار في المدن الأخيرة ما يزيد عن ٥٠٪ دمار كامل، و٨٠ ٪ دمار جزئي بحسب السكان المحليين لتلك المدن.