هل أوقفت الهدنة موت السوريين جوعاً بالمناطق المحاصرة؟ - It's Over 9000!

هل أوقفت الهدنة موت السوريين جوعاً بالمناطق المحاصرة؟

بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد الزبداني)
تعتبر معظم الدول الكبرى أن هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، أوقفت بشكل نسبي قتل المدنيين، لكن النظام وحلفائه لا زالوا يفرضون مأساة كبيرة بحق المدنيين، ولم يضع لها المجتمع الدولي حلولاً مناسبة ودائمة، أو ربما تناساها، حسبما يقول البعض.
وتكمن المأساة في حصار العديد من المدن المحررة من قبل نظام الأسد المدعوم بالميليشيات الأجنبية، وكأن النظام يقول لأهالي المناطق المحاصرة "عليكم بخيارين، إما الجوع أو الركوع".
مات جوعاً
لا يزال شبح الموت جوعاً يخيّم على المدن المحاصرة، حيث يقول الناشط الإعلامي، عبد الوهاب أحمد، الموجود في مضايا "كانت آخر حالة وفاة نتيجة الجوع الشديد، طفل في مقتبل عمره، إذ بقي يعاني من الجوع مدة ثلاثة أشهر، ثم علقوا له السيروم، إلى أن توفي في 25 شباط الفائت، أي قبل تطبيق الهدنة بأيام".
ويكمل الأحمد "ليست حالة الطفل الوحيدة في مضايا، فهناك 95 حالة مرضية تعاني من انتفاخ بالبطن بسبب الجوع، وموثقة بالاسم والصورة، مهددين بأن يفقدوا حياتهم".
وتظهر حالة الانتفاخ على بطن المريض، لعدة أسباب منها نقص البروتين الحيواني في الجسم، وارتفاع تركيز حمض البول الذي سببه اعتماد الناس على تناول البقول بكثرة، وكانت لجان من الأمم المتحدة قد دخلت مؤخراً وأحصت وجود أكثر من 412 حالة مرضية.
وطالبت الأمم المتحدة بإخراج المرضى من مضايا والزبداني، لكن لم يتم إخراج سوى دفعتين، الأولى تتضمن أربعة مرضى والثانية ثلاثة.
المأساة مستمرة
يقول عامر برهان وهو مدير المشفى الميداني في الزبداني، إحدى المدن المحاصرة من النظام "أن الزبداني التي تحتوي أكثر من خمسين ألف نسمة، وضعهاً الإنساني سيء جداً، فالعديد من الأهالي هنا تأخذ من الحشائش غذاء لها، بسبب الحصار الخانق".
وعما قدمته الهدنة لأهالي الزبداني، يجيب البرهان "صحيح أن الهدنة أوقفت قصف المناطق المحررة، لكنها لم توقف الموت، فالموت جوعاً أصعب بكثير من الموت بالبراميل المتفجرة، والوضع لا زال سيء في كل من مضايا والزبداني وبقين التي تحتوي آلاف البشر".
من جانبه، يقول محمد دياب يوسف، الطبيب العامل في الهيئة الطبية ببلدة مضايا "أخيراً بعد المماطلة والوعود التي أتت من النظام وحليفه حزب الله، أخرجنا دفعة من جرحى مضايا، ولا زلنا نتمنى من الهلال الأحمر أن يواصل عمله من أجل إخراج الجرحى ذوي الحالات الحرجة، فنحن هنا لا نملك أية وسيلة لعلاجهم".
يذكر أن منظمة الصحة العالمية طالبت منذ أيام عبر بيان صحفي، بتحسين فرص الوصول إلى المناطق المحاصرة في سوريا، من أجل إيصال الأدوية المنقذة لحياة المدنيين.

مقالات ذات صلة

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

"الائتلاف الوطني" يطالب بمحاسبة النظام ورموزه في المحاكم الدولية

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا

سوريا في المرتبة 146 من بين 181 دولة على مؤشر مبادرة نوتر دام للتكيف العالمي