بلدي نيوز- إدلب (محمد وليد جبس)
توفيت طفلة بالغة من العمر بضعة أشهر، في مخيم النصر قرب بلدة قاح بريف إدلب الشمالي، أمس السبت، جرّاء البرد القارس، وسوء الأحوال المادية.
وقال "ياسين الحسين" والد الطفلة مريم لبلدي نيوز: "إن قصف قوات النظام والميليشيات المساند له واحتلالهم لمنطقتنا منذ حوالي العام، أجبرنا على النزوح الفوري من قريتنا بريف حماة الشرقي إلى مخيمات الشمال السوري في منطقة قاح، دون أن نتمكن من نقل أي شيء من أساس منزلنا".
وأضاف الحسين: "لقد عانيت ويلات النزوح طيلة الأيام الماضية أنا وعائلتي المؤلفة من (زوجتين وستة أطفال) من ضمنهم مريم والتي بلغت من العمر سبعة أشهر ، وغابت عنا مقومات العيش ضمن خيمة صغيرة جدرانها من القماش المهترئ، فضلاً عن عدم استطاعتي في هذا العام من شراء وسيلة تدفئة تمنع عنهم برد الشتاء القارس".
وتابع: "إن طفلتي الصغيرة مريم توفيت أمس السبت، جرّاء سوء حالها الصحي نتيجة البرد القارس، وذلك كما ذكره تقرير الطبيب، والذي أكّد لنا أن مريم كانت تعاني من سوء تغذية وشدة البرد، الأمر الذي أسفر عن توقف نبض قلبها الصغير".
وفي الصدد، قال مدير مخيم النصر "أبو علاء" المقرب من عائلة الطفلة مريم لبلدي نيوز: "إن أوضاع والد الطفلة مريم الإنسانية والمعيشية صعبة للغاية وتفتقر خيمته الصغيرة لأبسط مقومات العيش حيث لا طعام ولا حليب للأطفال ولا حتى مدفئة تقي أجسادهم الصفير الضعيفة برد الشتاء القارس".
ولاقت تلك الحادثة موجة غضب في الشمال السوري، حيث علّق أحدهم على تلك الحادثة بالقول: "بعد وفاة الطفلة مريم؛ هل ستنظر المنظمات وأهل الخير لحال عائلتها وتقدم لهم يد العون، أم لا عيناً رأت ولا أذن سمعت، وإن استجابت تلك المنظمات وقدمت لهم الدعم بعد موت الطفلة الصغيرة؛ سيجبر كسر قلبهم وينقذ حياة من بقي منهم ويغير حالهم".
وتتفاقم مأساة النازحين والمهجرين في الشمال السوري بشكل كبير مع حلول فصل الشتاء رغم المناشدات الإنسانية بوجوب تدخل المنظمات الأممية والدولية لإيجاد حلول لهم، والحدّ من معاناتهم المتجددة، خاصة الأطفال وكبار السن والمرضى.
وكانت قد ضربت السيول التي شكلتها الأمطار، الأسبوع المنصرم، العديد من المخيمات في ريفي إدلب وحلب وكذلك المخيمات في ريف الرقة والحسكة ودير الزور، ما جعل النازحين والمهجرين في هذه المخيمات عاجزين عن التعامل معها، مع توقع الأسوأ لفصل الشتاء هذا العام.