واشنطن بوست: وقف إطلاق النار يعمل.. ولكن حتى الآن! - It's Over 9000!

واشنطن بوست: وقف إطلاق النار يعمل.. ولكن حتى الآن!

The Washington Post – ترجمة بلدي نيوز
لقد حدث ما لا يمكن تصوره في سوريا يوم السبت، حيث دخلت هدنة بتفويض دولي حيز التنفيذ في معظم أنحاء سورية، مما زاد الآمال بأن بداية النهاية للأزمة المستمرة منذ خمس سنوات قد تكون في الأفق.
ورغم أنه كانت هناك مناوشات ورشقات نارية من المدفعية المنتشرة عبر بعض الخطوط الأمامية، بالإضافة إلى انفجار سيارة ملغومة، أسفرت عن مقتل شخصين في محافظة حماة، وإسقاط الطائرات الحربية للحكومة السورية لبرميل متفجر على قرية في محافظة إدلب، دون وقوع خسائر بشرية.
ولكن لأول مرة يتذكرها السوريون منذ زمن بعيد، كانت البنادق والرشاشات صامتة تماماً، ومنحت الهدنة للسوريين فترة راحة من سفك الدماء التي استمرت لخمس سنين دون هوادة، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على ربع مليون نسمة.
جميل الصالح، قائد لواء "تجمع العزة" في محافظة مدينة حماة، والمدعومة من الولايات المتحدة، يقول أنه ورجاله قد استفادوا من الهدنة لإزالة الأنقاض من أكثر من 50 غارة جوية في البلدة خلال الـ 48 ساعة الماضية، وهي غارات قامت بها روسيا قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ للاستفادة القصوى منها.
ويقول أمين الحلبي، وهو ناشط يعيش في حي سيطر عليه الثوار السوريون، "للمرة الأولى منذ أيام تخلو سماء مدينة حلب من الطيران الجوي الذي كان يقصفها باستمرار، وقد خرج سكان المدينة إلى الشوارع بثقة يعيشونها حديثاً"، ويضيف: "اليوم مختلف، الناس يشعرون بالأمان، وتستطيع أن تشعر بنبض الحياة في شوارع حلب".
من جهتها، صرحت وزارة الدفاع الروسية للصحفيين في موسكو أن القوات الجوية الروسية قد علقت تماماً الغارات الجوية على سوريا يوم السبت لتشجيع تنفيذ هدنة لمدة أسبوعين، لكن المتحدث باسم الوزارة أشار إلى أن روسيا قد تستأنف قريباً عمليات القصف ضد تلك الجماعات التي لا يشملها اتفاق وقف الأعمال العدائية وهي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
وقال الجنرال الروسي سيرجي كيرلانكو "إن تعليق الضربات مؤقتاً لا يعني أن تتنفس "داعش" وجبهة النصرة الحرية، نحن نسيطر على كامل الوضع في سورية"، وذلك وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك".
وتعتبر هذه المحاولة الأولى من قبل المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف إطلاق للنار، منذ المحاولة الأخيرة التي قادتها جهود الأمم المتحدة في عام 2012 والتي انهارت في غضون ساعات، وكانت التوقعات لهذه الهدنة أيضاً أن تبوء بالفشل كالتي سبقتها.
وكان استبعاد جبهة النصرة من الاتفاق هو واحد من الأسباب التي جعلت توقعات السوريون لهذه الهدنة منخفضة، حيث ينتشر مقاتلوا جبهة النصرة في مناطق الثوار وهذا يزيد من احتمال حدوث قصف يستهدف جميع الفئات.
هذا وقد تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة، حيث ادعت الحكومة السورية أن الثوار قد قصفوا العاصمة السورية بالقذائف، ومن جهتها قالت المعارضة السورية أن الحكومة انتهكت الهدنة في 15 موقعا في نهاية اليوم، ولكن بالنسبة للجزء الأكبر، كان هناك ارتياح كبير عم البلاد بأن العنف قد توقف تماماُ، حتى لو ليوم واحد.
وقال ناشطون في الدفاع المدني (جماعة الخوذات البيضاء) في بيان صادر عنهم: " بشكل عام هناك تفاجئ كبير بأن الهجمات قد انخفضت بشكل كبير"، وخلال استدعاء فريق الدفاع المدني في محافظة درعا الجنوبية، قال أحد الأعضاء على مكبر الصوت: "هل تسمعون ذلك؟ إنه صوت زقزقة العصافير".
وقد عززت الهدنة الآمال من أن جهود السلام المتوقفة سيتم إحياءها للتوصل إلى تسوية واسعة للحرب قد تكون قريبة، وقد حدد مبدئياً سيتفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، 7 آذار ليكون موعداً لاستئناف المحادثات في جنيف، والتي انهارت دون إحراز تقدم في هذا الشهر .
الهدنة، والتي من المقرر في البداية أن تستمر لمدة أسبوعين، تم تسميتها رسمياً بـ"وقف الأعمال العدائية" وليس وقف إطلاق النار لأنه لم يقصد بها أن تكون حلاً دائماً، فمن المفترض أن هدف محادثات السلام إنشاء حكومة انتقالية، من شأنها أن تمهد الطريق لنهاية كاملة للأعمال العدائية والتوصل إلى حل طويل الأجل، رغم أنه كان هناك شكوك واسعة النطاق بأن الهدوء سوف لن يستمر طويلاً بما يكفي لإعطاء دفعة حقيقية لمحادثات السلام.
وقد تم بالفعل إضاعة الكثير من وقت العملية التي كانت من المفترض أن تبدأ في كانون الثاني ومن المتوقع أن تستمر ستة أشهر، وقد أيد مسؤولون أتراك وقف إطلاق النار، وأعربوا عن قلقهم من أن الخلاف حول تنفيذ وقف الأعمال العدائية وإيصال المساعدات الإنسانية سيحول الانتباه عن ضرورة التوصل إلى حل سياسي طويل الأمد.
 إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال للصحفيين في أنقرة يوم الجمعة: "لقد فقدت الصورة الكبيرة للأزمة السورية "، كما قال قادة الثوار أنهم يخشون من أن الحكومة السورية وحلفائها الروس سوف يستخدمون الهدنة لإعادة تجميع صفوفهم وتعزيز مواقعهم قبل استئناف الهجمات. 
وتأتي الهدنة في وقت تقدمت فيه قوات النظام السوري وفقد الثوار مناطق حيوية في المناطق المحيطة بحلب وعلى طول الحدود التركية شمال غرب اللاذقية، كما أن ثقة الحكومة السورية قد تعززت بإمكانية كسبها للحرب.
وقال النقيب عبد السلام عبد الرزاق من الجماعة الثورية "نور الدين زنكي": "لم يتغير شيء"، متحدثاً من بلدة على خط المواجهة غرب حلب. وأضاف "روسيا والنظام يعتبرون الهدنة تكتيكاً عسكرياً وليس إجراءً تحضيري للتوصل إلى حل سياسي".
وفي شرق سوريا، التي تهيمن عليها الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، استمر القتال دون انقطاع أو هوادة، وفي انتكاسة مفاجئة للقوات الكردية، شن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً على البلدة الحدودية "تل أبيض"، التي سيطر الأكراد عليها الصيف الماضي، وأشاد بها الجيش الأمريكي باعتبارها نجاحا كبيراً.
وكان المقاتلين قد تدفقوا عبر الشوارع، واجتاحوا مركزاً ثقافياً، وقطعوا رأس زعيم قبلي متهم بالتعاون مع الأكراد، ومن ثم تدخلت الطائرات الامريكية لقصف مواقع للتنظيم، وزعمت وحدات حماية الشعب الكردية، أو YPG، وحلفائها العرب المحليين الذين ينطون تحت مظلة قوات سورية الديمقراطية السورية بأنهم قد ضمنوا السيطرة الكاملة على المدينة في الليل. 
لكن الحادث يوضح الخطر المستمر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية حتى على المناطق التي سبق أن طرد منها، وخصوصا البلدات التي معظمها من العرب، وقامت القوات الكردية بالاستيلاء عليها وتطهيرها عرقياً.

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//