مؤتمر "قسد" الحواري.. شعارات جوفاء على طريقة "البعث"! - It's Over 9000!

مؤتمر "قسد" الحواري.. شعارات جوفاء على طريقة "البعث"!

بلدي نيوز - (نجم الدين النجم)
أكدت عدة شخصيات كردية وعربية في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والأجسام والأحزاب والتشكيلات السياسية التابعة لها، في منتدى الحوار السوري-السوري المقام في بلدة عين عيسى شمال الرقة، على ضرورة تطبيق "اللامركزية" في سوريا المستقبل، والوصول لدولة ديمقراطية تلبي التطلعات، في الوقت الذي تعيش المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" حالة من الاحتقان بسبب الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها "قسد"، وانتهاجها نهجاً استبدادياً قمعياً في إدارتها لهذه المناطق.
وقال رئيس مجلس سوريا الديمقراطية (رياض درار) في تصريح لـ"آر تي"، إن المجلس منفتح على الحوار مع دمشق للوصول إلى صيغة تفاهم ترضي الجميع.
من جانبه، قال "آلدار خليل" الرئيس المشترك للجنة العلاقات في "حركة المجتمع الديمقراطي"، أثناء كلمته في المنتدى: "الإصرار على اللامركزية في سوريا، لا يعني إلغاء المركز كلياً، بل إن المركز سيتحول من كونه أداة تحكم إلى وسيلة تنسيق وتوحيد بين جميع الأجزاء التي تشكل الكل، مع احتفاظه بوظائف أساسية تحمل الصفة الاستراتيجية العامة".
وأضاف: "لابد أن تكون الدولة في الجمهورية السورية على نفس المسافة من كل الثقافات والأديان واللغات وغيرها من العناصر المختلفة للشعوب والمشاركة في بناء سوريا ديمقراطية تحقق الفصل بين الدين والدولة، وستكون من مهمات الدولة تأمين الأجواء الديمقراطية لتطور العناصر الثقافية المكونة للمجتمع بما فيها الأديان والمذاهب والطوائف بشكل حر، وعدم السماح بسيطرة إحداها على الأخرى، ولا تهميش أحدهم للآخر".
وحذّر من أن استمرار هذا الواقع سيدفع باتجاه التقسيم، مما سيحدث انفجاراً يهدد المنطقة برمتها نظراً لتشابه أوضاعها وتركيباتها، حسب قوله.
"شاهوز حسن" رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" (ب ي د)، استبعد أن يكون المنتدى الحواري المنعقد في بلدة (عين عيسى) له علاقة بالمفاوضات التي جرت مع النظام السوري صيف العام الحالي، وقال لصحيفة "الشرق الأوسط": "يمكن للحوار في عين عيسى لعب دور للوصول إلى أرضية مشتركة للدعوة إلى حوار سوري شامل تحضره كل أطياف المعارضة بخطاب موحد، وبمشاركة النظام السوري".
من جانبها، قالت "إليزابيت كوريَّة"، نائبة الرئاسة التنفيذية لما يسمى "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا: "إن هدف هذه الحوارات لتوحيد خطاب أقطاب المعارضة السورية، ونرى أن الحل الأمثل لسوريا المستقبل أن يكون النظام السياسي تعدّدياً لا مركزياً ديمقراطياً، للعيش بحرية وكرامة على أساس العدالة الاجتماعية".
تصريحات مثالية تصوّر حالة من الطوباوية تعيشها "قسد" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" (ب ي د) المهيمن عليها، في الوقت الذي تشهد فيه المناطق التي يسيطرون عليها شمال سوريا حالة من الاختناق والاحتقان، بسبب الممارسات والسياسات العنصرية القمعية الاستبدادية التي تنتهجها "قسد" في تعاملها مع المدنيين.
الأوضاع المأساوية لمئات الآلاف من المدنيين خصوصا في المناطق المحررة من "داعش"، واستشراء الفساد المالي في أجهزة "قسد" المدنية، وتردي الأوضاع الأمنية والمعيشية للسكان، وانتشار الخطف والسلب والنهب في أرجاء المدن والقرى، كل ذلك يكشف حقيقة الشعارات التي تنادي بها "قسد" في كل مناسبة.
عن هذا الموضوع، يقول الكاتب والباحث "معبد الحسون" من أبناء مدينة الرقة لبلدي نيوز: "في الأشهر الأخيرة أصبحت تشعر قسد بأن وجودها في مناطقها أصبح في خطر، خصوصا تلك المناطق المنكوبة التي طُرد منها تنظيم داعش، كالرقة وبعض أرياف دير الزور والحسكة".
وأضاف "بعد اغتيال الشيخ بشير الهويدي في الرقة، اهتزت الأرضية التي تستند عليها قسد، وعقب ذلك طالبت شخصيات بعقد مؤتمر سياسي عام كأحد الحلول في تبريد الشارع المشتعل، على طريقة حزب البعث وشعاراته الخلبية ووعوده الحالمة بالمستقبل المثالي".
ويرى "الحسون" أن "قسد تشعر باقتراب نهايتها كأداة عسكرية، وتحاول أن تحوّل نفسها لأداة سياسية جيدة تستخدما وتستثمرها الدول والأطراف المختلفة، وكما جرت العادة، فإن التجارة بالشعارات تجارة رائجة بطبيعة الحال"، مضيفاً "هذا المؤتمر ينطبق عليه المثل المصري اللطيف: (أسمع كلامك أسدئك.. أشوف أفعالك أستغرب)".
وذهب "الحسون" إلى أن "هذا المؤتمر أشبه بحفلة تنكرية يضع فيها المحتفلون أقنعة لا تشبه وجوههم الحقيقة".
يشار إلى أنه إلى جانب الأحزاب والتشكيلات التابعة لـ"قسد"، شارك في المؤتمر تيار "طريق التغيير السلمي" برئاسة "فاتح جاموس"، و"منصة موسكو" و"الهيئة النسوية القيادية في سوريا"، و"هيئة التنسيق - حركة التغيير الديمقراطي"، و"التيار الرابع" و"الكتلة الوطنية الديمقراطية"، و"الحزب التقدمي الكردي".
بدوره، يقول الصحافي السوري "عمار حمو" لبلدي نيوز": "السوريون عموماً ينتظرون بفارغ الصبر اجتماع كلمة الدول والأحزاب والتشكيلات المختلفة، لوضع حد للمأساة السورية والخلاص من العصابات والمجرمين وأصحاب الإيديولوجيات الإقصائية والإجرامية، ولكن المفاجأة أن يصبح أصحاب الإيديولوجيات والانتهاكات رعاة للحوارات الوطنية والشعارات السامية".
وأضاف: "نحن نتحدث عن حوار سوري-سوري في بلدة عين عيسى، على بعد بضعة كيلو مترات من الدمار وجثامين الضحايا التي ما زالت تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة.. كنت أتمنى أن يكون الحوار مع أهالي وسكان هذه المناطق المنكوبة، وأن يُمنح الناس حقوقهم البسيطة في إدارة شؤون مدينتهم، أن يتصرفوا بالدعم المخصص لهم، بدلاً من سرقته من قبل القيادات الكبيرة في قسد، الذين لا ينفقون على المدينة إلا الفتات".
ويرى "حمو" أن "هذا المنتدى مثير للسخرية بمعنى الكلمة، فأي حوار يكون بين عصابة مسلحة مع تشكيلات سياسية مشابهة لها، ما قيمة الحوار وحول ماذا سيكون وما فائدته المنتظرة" مضيفاً "معظم تشكيلات المعارضة السورية الثورية المعترف بها، سواء اختلفنا أم اتفقنا معها، فهي غير مشاركة في هذا المسرحية، وأولها المجلس الوطني الكردي الذي تعتبره قسد عدواً لها، وهذا دليل دامغ على أن الحوار ليس هدف المؤتمر بل الإتجار بالشعارات".

مقالات ذات صلة

"أطباء بلا حدود" تطلق تخذيرا بعد ارتفاع الوفيات بمخيمات شمال شرق سوريا

خسائر لقسد بهجوم شرق دير الزور

ناشطون وأكادمين يعلنون الانضمام لوثيقة المناطق الثلاث

انفجار يكبّد قوات النظام خسائر بالأرواح في الرقة

"أبناء الجزيرة والفرات" تشن هجوما على "قسد" في دير الزور

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب