بلدي نيوز
كتب "سيث هارب"، في تحقيق لمجلة "نيويوركر" الأمريكية، عن الانتشار الأمريكي المتزايد في سوريا، واحتمال انخراط هذه القوات في مواجهة كبرى، إذا قررت واشنطن ضرب إيران.
إذا ضرب ترامب إيران، فإن القوات الأمريكية سوف تشارك في منطقة حرب في الشرق الأوسط تمتد على أربع دول متجاورة.
ويروي "هارب" أن القاعدة العسكرية الأمريكية في سوريا تغطي أكثر من 500 فدان، ومع ذلك فإنه لا يمكن رؤيتها من الطريق، وعندما سُمح له بزيارتها في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، شرط ألا يكشف مكانها، اعتقد أن سائقه أخطأ المكان.
وعلى الطريق إليها رأى مقاتلين أكراداً وراء متراس، وبعد المرور على نقطة التفتيش اكتشف معسكراً واسعاً، وحدد محيطه بالكتل الترابية والأحجار والأسلاك، وفي المعسكر مدرج يمتد على مسافة ميل، ولا تُرى الطائرات عند هبوطها فيه، وبيوت خشبية بنيت على عجل، وخيام وحاويات، وصف من الشاحنات البيضاء، وعربات رياضية، وحمامات، وملعب ترابي، يركض فيه الجنود تحت شمس الصحراء.
ويقول "هارب" إن المعسكر، يضم جنوداً وبحارة وطيارين، وجنود بحرية، وبرج اتصالات و"واي- فاي"، وكشكاً لبيع السجائر، والطعام الخفيف، ومشروبات الطاقة، ومسحوق بروتين، وبضائع تذكارية، مثل الكوفية وخناجر مزيفة.
بعد وصف للقاعدة، يقول الكاتب إن التدخل الأمريكي في سوريا بلغ عامه الرابع، وهو الذي بدأ بشكل صغير على شكل مهمة للقوات الخاصة، مثل بقية المهام التي تقودها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في عدد من الدول، قبل أن تتحول إلى مهمة أكبر، فمن 50 جندياً إلى 250 ثم 500، والآن عددهم ألفا جندي، وثمة اعتقاد أن عددهم الحقيقي 4 آلاف.
وتحولت المهمة الصغيرة إلى ما يمكن وصفه بالحرب البرية، فأقامت الولايات المتحدة عدداً من القواعد العسكرية في منبج، والحسكة، وأربعة مطارات عسكرية، فيما تسيطر القوات التي تدعمها الولايات المتحدة على مناطق شرق الفرات، وقتل أربعة جنود أمريكيين في سوريا.
ولأن عملية قتال "داعش" المعروفة باسم عملية التصميم الصلب، تقع تحت سلطة قيادة العمليات الخاصة المشتركة، فإن طبيعتها وكلفتها ومهمتها وأعداد الجرحى، الذين يعتقد أن عددهم كبير، تظل سريةً.
ويفيد الكاتب بأن الهدف الرئيسي هو هزيمة داعش، ويوضح أن قوات الكوماندوس الأمريكي تعمل اليوم في وادي الفرات في دير الزور لدعم "قوات سوريا الديمقراطية"، وملاحقة ما تبقى من جيوب لداعش في شرقي سوريا. أما النظام السوري، الذي تحرر من قتال داعش، فهو على وشك هزيمة ما تبقى من المعارضة في إدلب.
ويستدرك "هارب" قائلاً إن "تركيا تظل ورقة صعبة، إلا أن ساحة المعركة، التي كانت متنوعة، أصبحت خريطتها الآن مقسمة بين تحالفين، تحالف روسيا، وإيران، والأسد، الذي يسيطر على ثلثي سوريا، بما فيها حلب، وحمص، ودمشق، وتحالف ثانٍ في يد تحالف أمريكا والأكراد، يسيطر على شرق سوريا بما فيها الرقة، ما يفتح المجال أمام سلام ونهاية للحرب، خاصةً أن الأسد والأكراد لم يعلنا الحرب ضد بعضها البعض، فيما لا ترى أمريكا وروسيا أي جدوى في مواجهة عسكرية".
المصدر: العرب اليوم