بلدي نيوز- (أشرف سليمان)
لا ينفك النظام عن التلاعب بعقول الصغار عبر التحكم بمنظومتهم المفاهيمية، وزرع صورة محض وهم عن بطولاته وبطولات جيشه، حيث عاد إلى ممارسة خداعه المعهود عبر تفعيل دور المنظمات الرديفة "طلائع البعث وشبيبة الثورة" التي لا تختلف عن معسكرات البغدادي "أشبال الخلافة" وطوابير العمال الكردستاني التي تفتدي القائد "آبو".
عادت أجواء "طلائع البعث" من جديد لتسيطر على مدارس الغوطة الشرقية، بعد غياب 8 سنوات، فخلال الأيام الماضية أقيمت حفلات ما يعرف "بالتنسيب الطليعي" في مدارس (دوما وسقبا)، لتكريس مفاهيم تبدو جديدة على أطفال الغوطة خلال السنوات التي خرجت بها عن حكم البعث والأسد.
وفي هذا الصدد يقول "ح. م" أحد مدرسي الغوطة لبلدي نيوز؛ "مديرية تربية النظام أقامت ما يعرف بحفل تنسيب طلاب مدارس المرحلة الابتدائية في مدينة دوما إلى منظمة "طلائع البعث"، فيما يبدو أنه تغيير كامل للأجواء التي عاشها أطفال الغوطة الشرقية، فالشعارات اليوم تمجد القائد وتضحيات الجيش، عوضا عن شعارات الولاء للدين والوطن الذي تعلموه سابقاً".
وأردف، "عدا تغيير الشعار، هناك تغيير في اللباس والمناهج التي تعج بصور "القائد وزوجته" وصور "شهداء الجيش" كما يدعون".
من جهته الأستاذ (معتز صادقة) من مديرية تربية الغوطة الشرقية سابقاً، قال لبلدي نيوز؛ "أصعب شيء يعانيه طلاب الغوطة الذين بقوا فيها وهم في مرحلة التعليم الأساسي الأولى، هي حالة الانفصام بين القيم والأخلاقيات الذين حاولنا أن نزرعها فيهم، وتلك التي عاد الأسد ليغرسها من جديد بعد سيطرته على الغوطة، فرواية النظام أن دمار المدارس وقتل المدنيين العزل بالغوطة هو من فعل "الإرهابيين"، يناقض الحقيقة تماما وتجعل الطلاب في ازدواجية وخلل في التنشئة الاجتماعية، والتربوية الصحيحة".
يذكر أن عشرات المدارس في الغوطة الشرقية، تعرضت للدمار والتخريب نتيجة القصف الهمجي من قبل قوات النظام، وهناك 4000 مدرسة مدمرة وخارجة عن الخدمة في إنحاء سورية، كما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.