بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
يواجه أحد أكبر المشافي الطبية في مدينة إدلب شمال سوريا تهديدات بالإغلاق، جراء توقف العقد الموقع مع المنظمة الداعمة للمشفى "ريليف انترناشونال"، الأمر الذي وضع الإدارة أمام عدة خيارات إحداها فرض أجور رمزية على المراجعين، ما يؤثر سلباً على آلاف المرضى والمراجعين الذين يتلقون العلاج في المشفى.
وقال مدير مكتب العلاقة العامة لمشفى "الداخلي التخصصي" في إدلب صفوان شيخوني لبلدي نيوز "أبلغتنا منظمة "ريليف انتر ناشونال" بتوقف الدعم عن المشفى الداخلي التخصصي -مشفى الزراعة- ابتداء من تاريخ يوم لخميس الموافق 1/تشرين الثاني، بعد أن تم تمديده لثلاثة أشهر، حيث انتهى العقد بشكل طبيعي منذ ثلاثة أشهر وتم تمديده لينتهي أمس الخميس".
وأضاف شيخون "أن الأمر ليس متوقفاً على مستشفانا فقط، إذ أن العديد من المنظمات ستوقف دعمها في الفترة المقبلة، نظراً لحالة شبه الاستقرار في المنطقة"، لافتاً إلى أنه "من المعروف أن المنظمات لن تستمر بتقديم الدعم حتى النهاية، حيث أنها تتراجع رويداً رويداً مع تقدم الأيام والثبات والاستقرار؛ فالمنظمات الموجودة الآن تعمل في ظل وجود الحرب".
وأوضح أن "عواقب توقف الدعم عن المشفى هي توقف لتدفق المستهلكات الطبية والأدوية اللازمة والمرتبات المالية للكادر الطبي، الأمر الذي سيؤدي لمغادرة الكادر لمكان العمل وربما للمنطقة نظراً لعدم توفر مستحقات مالية تأمن له قوت يومه، كما أنه سيؤدي الى زيادة الضغط بشكل كبير على المشافي التي لا تزال تعمل ومدعومة في حال توقف المشفى التخصصي عن العمل".
وأشار شيخوني إلى أن "مديرية صحة إدلب تعمل على عدة خطط إحداها بديلة الآن، وهي تحويل خدمات بعض المشافي من مجانية بشكل كامل، إلى مشافي مأجورة الخدمات بشكل رمزي كـ(مشفى خيري) تغطي الكلفة التشغيلية للمشافي، لكي لا يتم إغلاق المشفى، وتستمر بتقديم الخدمات للمراجعين".
من جانبه، قال الطبيب مأمون ضبع أحد العاملين في كادر المشفى الطبي لبلدي نيوز "إن مشفى الداخلي التخصصي في إدلب هو أول مشفى داخلية متخصص في الشمال السوري ومصنف مشفى إحالة رئيسي لدى منظمة الصحة العالمية، ويحتوي على كافة اختصاصات الطب الباطني ويستقبل أكثر من 15 ألف مراجع شهرياً مع أكبر عناية داخلية تحوي 14 سرير وثلاثة أجهزة تنفس صناعي".
وأشار إلى أن "العمل في المشفى لا يزال مستمراً حتى الآن لكن غياب مصدر مالي لمصاريف التشغيل من ديزل وأكسجين يعرقل العمل ويهدده بالإيقاف، وسط عدم وجود أي رواتب للكوادر، فمن الممكن أن يعمل الشخص لمدة شهر أو شهرين أو ثلاثة، لكن في النهاية سيبحث عن مصدر لرزقة وجمع قوت يومه ومصاريف عائلته".
ويخشى المدنيون في إدلب، من توقف عمل المنظمات والمساعدات التي تقدمها في كافة المجالات وخصوصا الطبية منها، مما قد يضاعف الأعباء المالية المترتبة على الأسر في حال تحول المشافي من الاستقبال المجاني إلى المأجور.