بلدي نيوز
بيعت أمس الأربعاء جدارية آشورية يتجاوز عمرها 3 آلاف عام، في مزاد "كريستي نيويورك"، رغم المحاولات العراقية الرسمية وغير الرسمية لإيقاف عملية بيع هذه القطعة، التي وصفها البعض بأنها لا تقدر بثمن.
وعبّرت الأوساط الثقافية والإعلامية العراقية عن استيائها وغضبها من بيع جدارية أثرية نادرة يبلغ عمرها 3 آلاف عام.
وبيعت الجدارية الآشورية المسروقة من العراق في مزاد كريستي بـ 27 مليونا، و250 ألف دولار أمريكي، ومع فرض عمولة المزاد والضرائب أصبح سعرها النهائي 35 مليون دولار.
ومع إعلان المزاد عزمه عرض الجدارية للبيع، قالت وزارة الثقافة العراقية، إنها تعمل على منع بيعها، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وسفارة العراق في واشنطن.
وبحسب وثيقة صادرة من وزارة الثقافة؛ فإن "الجدارية الآشورية، مشمولة بقرارات مجلس الأمن، ومنها قرار 661 عام 1990، والذي نص على حفظ الآثار العراقية ومنع المتاجرة بها، فيما أعلن وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار والتراث، حسين قيس، قبل أيام، أن الوزارة أرسلت كتبًا إلى الجهات المعنية لوقف بيع تلك الجدارية، بالتنسيق مع اليونسكو والإنتربول".
ويقول المزاد إن قانون اليونيسكو الذي ينص على أن القطع الأثرية التي تعود مرحلة العثور عليها إلى ما قبل عام 1970 تكون بواقع حال في الأماكن الموجودة فيها حاليًا، وغير مشمولة بالاسترداد.
ونظمت مجموعة من المنظمات المدنية والناشطين المستقلين وقفة احتجاجية على عرض الجدارية الاشورية للبيع في مزاد علني بنيويورك.
وقالت مجموعة من المنظمات المدنية والناشطين المستقلين والصحفيين وبالتعاون مع أثاريين مختصين بالشأن العراقي، إننا "نسجل رفضنا على المتاجرة بالآثار العراقية ونطالب في القيام بناشط سلمي خلال التجمع امام مبنى صالة المزاد للاحتجاج على بيع القطعة الاشورية".
وعرض مزاد "كريستي" في نيويورك القطعة النحتية الجدارية والتي يبلغ ارتفاعها مترين، وعرضها مترين ونصف، في المزاد وذلك بالنيابة عن صاحبة القطعة المسجلة باسم "الجمعية اللاهوتية" في فرجينا.
يذكر أن الجدارية كانت موجودة في مدينة الحضر العراقية جنوب الموصل بمحافظة نينوى.
وتعود لإله الخصوبة والذي كان رمزًا لحماية الملك آشور ناصريبال الذي عاش في الفترة من عام 883 إلى عام 859 قبل الميلاد.
وتصور الجدارية الكائن الأسطوري "إله الخصوبة" يحمل دلوا ومجسما مخروطيا، مرتديًا قبعة ثلاثية القرون وعباءة.
واكتشفها المنقب والرحالة وعالم الآثار البريطاني أوستن هنري ليارد، الذي كان يولي اهتمامًا خاصًا بالآثار الآشورية.
ونقلها ليارد، ضمن العديد من الآثار الآشورية، عام 1845 إلى بريطانيا ومنها دخلت الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: وكالات + بلدي نيوز