بلدي نيوز - متابعات
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة "فيتالي شوركين": "إن روسيا ساهمت في سوريا بشكل جدي سياسياً ودبلوماسياً وحالياً عسكرياً، معربا عن اعتقاده بأنه يتوجب على "بشار الأسد" أن يتجاوب مع روسيا".
جاء ذلك في تصريح "لفتيالي شوركين" للموزع العام لراديو كومرسانت إف إم أناتولي كوزيشيف، ولرئيسة قسم السياسة الخارجية في صحيفة كومرسانت إيلينا شيرنينكو.
وعلق شوركين على تصريحات رأس النظام "بشار الأسد" التي أكد فيها تصميمه على الحرب حتى النصر وعن عدم إمكانية إرساء هدنة في سورية، حيث اعتبر شوركين أن هذا التصريح يتعارض مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا، موضحاً أن" الرئيس السوري يعمل وفق مجموعة من المعطيات السياسية، مع ذلك علينا أن لا نعير انتباهاً لما يقوله مع كل احترامي وتقديري له، بل علينا أن نركز اهتمامنا على ما سيفعله في نهاية المطاف".
وأشار إلى أن نظام الأسد إذا سار خلف القيادة الروسية في حل هذه الأزمة فإن "القادة السوريين يملكون فرصة للخروج منها بشرف"، بالمقابل اعتبر أنه "إذا ما انحرفوا عن الطريق الروسي.. فإنهم من الممكن أن يواجهوا موقفاً صعباً".
واعترف شوركين أن التدخل الروسي كان ضعيفا وقال في هذا الصدد "علينا أن لا ننسى أنه على الرغم من إمكانيات الجيش السوري فإنه لم يتمكن من إبعاد أعدائه عن العاصمة دمشق إلا بمساعدة العملية الفعالة التي تقوم بها القوات الجوية والفضائية الروسية".
وعند سؤال شوركين عن الحسابات الروسية والنتيجة التي تريدها في سوريا، قال: "المهمة الأولى هي قهر الإرهاب.. أتبعت روسيا كلامها بأفعالها.. ثانياً هذا الأمر سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الحل السياسي"، معتبراً أن القصف الجوي الروسي أقنع الأمريكان بالحل السياسي.
ولفت إلى أن روسيا والصين استخدما حق الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن لوقف "تلك القرارات حسب فهمنا لها تهيئة الظروف لفرض عقوبات على دمشق أو التدخل العسكري كما حصل في ليبيا"، فيما كانت "المرة الرابعة عندما حلنا دون رفع الملف السوري إلى المحكمة العدل الدولية" ما أوصل لوضع "خطة تتضمن خطوات محددة بما فيها تشكيل هيئة حكم بمشاركة الحكومة الحالية والمعارضة على أن تُمثل كل الطوائف، كما تتضمن الخطة وضع دستور جديد وإجراء انتخابات".
وشدد على أن المعارضة السورية "أن تعي أنه الحل يجب أن يكون سياسياً وكذلك على الحكومة السورية أن تفهم ذلك وإني آمل أنها تعي هذا الأمر".
وتابع شوركين "من المحتمل أن لا تكون هذه الكارثة تخص الشعب السوري فقط. علينا أن نتذكر أن أكثر الصرعات العالمية بدأت محلية وانتشرت" مضيفاً "نأمل أن لا يحدث ذلك، لا أرى أن الأمور تسير باتجاه تحويل الصراع السوري إلى صراع عالمي أو إلى حرب عالمية ثالثة بمشاركة روسيا والناتو والآخرين".
أما فيما يتعلق برحيل "بشار الأسد" فاعتبر المندوب الروسي أن " الأمريكيين في المرحلة الأخيرة بدأوا يغيروا موقفهم، هم يقولون أنه على الأسد الرحيل ثم يضيفون أن هذه المسألة لا يجب التعجيل بها"، منوها أن "الوثائق التابعة للمجموعة الدولية لدعم سوريا وكذلك قرار مجلس الأمن تؤكد على أن هذه المسألة خاضعة لاتفاق السوريين، نحن من جهتنا لا نناقش هذه المسألة أبداً، الأمر الذي يتفق عليه السوريون هو الذي سيتم".
ورفض "الكلام عن منطقة حظر جوي والجميع يطيرون ويقصفون، لقد بدأ الأمريكان بالقصف والآن نحن أيضاً نقصف، يمكن ربما في إطار وقف إطلاق النار الاتفاق على عدم استخدام الأجواء، لكن هذا الكلام يبقى نظرياً خاصة بحضورنا الجوي هناك".
وأكد فتيالي شوركين على موقف روسيا في وحدة سورية قائلاً نحن مع وحدة الأراضي السورية، مضيفا أنه " يحقق الأكراد بعضاً من طموحاتهم لكن لا يجب أن يؤدي ذلك إلى انهيار الدولة، وقتها ستتضاعف المشاكل".
