بلدي نيوز - (أشرف سليمان)
أوصلت الأوضاع المزرية التي يعيشها الشعب السوري في مناطق النظام خصوصا، كثير من العائلات لسلوك لم يكن في الحسبان، ولعل القصص التي ترد من هناك خير دليل على ذلك، كان آخرها أن تبيع إحدى الأمهات طفلها بمبلغ زهيد لمواجهة الحياة البائسة.
تحدثت مصادر متطابقة عن الشابة "ياسمين" وهي من منطقة بريف حماة، التي بدأت عندما وقعت ضحية علاقة غير مكتملة في إطار ما يعرف بالزواج العرفي، إلى أن وصل بها الحال أن تخلى عنها بعد أن اكتشف حملها.
وجراء هذا الوضع وحاجة "ياسمين" للمال، وعدم وجود معيل نتيجة تفكك نسيج العائلة، قررت أن تبحث عن عائلة لتتبنى طفلها قبل أن تنجبه، ولأنها تعلم أن التبني حرام وممنوع؛ فقد قررت أن تتفق مع إحدى العائلات أن تسجل الطفل على اسم العائلة حين الولادة، مقابل أن تتكفل بأجور الولادة بالإضافة إلى مبلغ 150 ألف ليرة.
حول هذا الموضوع يقول أستاذ علم النفس "مأمون حربة" لبلدي نيوز؛ "ليس الفرد دائما من يتحمل الذنب، بل هناك مسؤولية للمجتمع".
وأضاف، "نتيجة ظروف الحرب الذي فرضها النظام وزج قسم كبير من الشباب في القتال، وسحبهم للخدمة العسكرية في مناطق سيطرته، جعلت كثير من النساء بلا زواج، وقد تقدمت بالعمر والكل يعلم أن للمرأة حاجات فيزيولوجية، وهذا شكل دافع لتلك النساء للبحث عن علاقات غير شرعية فيقعن ضحية غدر للرجال. والسؤال هو من سيعيل هذا الطفل، ومن سيصرف عليه؟ سؤال يجب أن يوجه للمجتمع بأسره".
وأضاف، "الزواج هو المؤسسة الشرعية والقانونية التي تضبط حقوق الأمومة والأطفال، ولكن حسب ما نتابع فإن مناطق النظام أصبحت بؤرة للفساد الأخلاقي، وليس هناك أي رادع أو محاسبة، بل على العكس يقوم كبار ضباط النظام ورجال مخابراته بالتشجيع على الرذيلة ورعايتها بشكل علني".