بلدي نيوز - حماة (مصعب الأشقر)
تناقصت أعداد حيوان "الجاموس" في منطقة سهل الغاب غرب حماة، الى ما دون 70 رأسا في العام 2017، ممّا ينذر بانقراض سلالة ونسل هذا الحيوان من المنطقة التي عاش فيها أكثر من 800 عام.
ويعد الجاموس من الحيوانات التي تحبذ البقع المائية، حيث يركن إلى المياه في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، ويعتبر الجاموس من الحيوانات قديمة الانتشار في سورية وسجل دخول هذا الحيوان من الهند إلى بلاد الشام، وأظهرت الأبحاث أن الجاموس يعدّ من الحيوانات المستأنسة في سورية منذ أكثر من 800 عام.
وحول وجود الجاموس في منطقة الغاب، يقول المهندس الزراعي "محمد غالب عنيزان" لبلدي نيوز: "إن عمر الجاموس في منطقة الغاب يزيد عن 800 عام، حيث استقدمه تجار من الهند إلى منطقة سهل الغاب التي كانت عبارة عن مستنقع مائي كبير، وجد فيها الجاموس خير منطقة لحياته".
وعن تربيته يقول عنيزان: "إن تربية الجاموس كانت تحظى باهتمام كبير في سوريا؛ فقد تجاوز عدد رؤوس الجاموس في منطقة سهل الغاب الـ 1500 رأس في العام 2011، بحسب إحصائية وزارة الزراعة بحكومة النظام، نصف هذا العدد كان متواجد في قرى وبلدات (الشريعة والتوينة) بناحية قلعة المضيق غرب حماة.
وأضاف، "مع تطورات الوضع الميداني والنزوح المستمر للسكان من المناطق التي طالتها صواريخ الأسد وبراميله، انخفضت أعداد الجاموس بشكل كبير، وتراجعت إلى 70 في العام 2018، بسبب عدم تأقلم الجاموس في المناطق التي كان ينزح إليها، إضافة إلى شُح المياه اللازمة لتشكيل المستنقعات التي يحتاجها الجاموس في حياته، وتعامي المنظمات العاملة في الشمال السوري عن توفير رعاية صحية له، وإمداد المربين بالأدوية والأعلاف الكفيلة باستمرار النوع.
وأكّد عنيزان في حديثه لبلدي نيوز، إن البعض من مربي الجاموس وبسبب اشتداد الحرب وتدهور الواقع المعاشي؛ اضطروا إلى ذبح رؤوس من الجاموس وبيعها لتأمين لقمة عيش أطفالهم.
وأشار إلى أن المُربين ودائرة الزراعة في منطقة الغاب، خاطبت بكتب رسمية جميع المنظمات المهتمة بالشأن الحيواني، كما تم مراسلة منظمة (الفاو) للفت الانتباه لخطر انقراض الجاموس في منطقة سهل الغاب، دونما استجابة.
وكانت أعداد الجاموس تزايدت بعد العام 2000، وخصصت له محمية طبيعية بالقرب من بلدة شطحة، تُشرف عليها وحدة بيطرية خاصة للإشراف على تربية حيوان الجاموس للحفاظ عليه وتأمين استمرار نسله.