حرب سورية المنسية: الذبح الصامت لمدينة دير الزور - It's Over 9000!

حرب سورية المنسية: الذبح الصامت لمدينة دير الزور

Middle East Eye – ترجمة بلدي نيوز
في مدينة دير الزور شرقي سوريا، يواجه المدنيون هناك كارثة إنسانية، أسوأ بكثير مما قد يتصور العالم، فالمدينة تعاني في ظل حصارين مزدوجين من تنظيم "الدولة الإسلامية وجيش الأسد"، بالإضافة إلى قصف من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جهة أخرى تتعرض لقصف من الطائرات الروسية. 
عمر أبو ليلى، صحفي يعمل في موقع إخباري "دير الزور24" من ألمانيا، قال لصحيفة "عين على الشرق الأوسط" بأن "الوضع في دير الزور يسير من سيء إلى اسوأ، وليس هناك تغطية إعلامية أبداً، كما أن روسيا والنظام السوري يواصلان قصف المناطق المدنية المكتظة بالسكان في المدينة والريف المحيطة بها من الشرق والغرب" .
وعلى الرغم من القصف المكثف في الأسابيع الأخيرة على دير الزور، إلا ان نشطاء وسكان المدينة يقولون أن أحداثاً أخرى قد غطت على معاناتهم، بسبب هجمات القوات الحكومية السورية بالإضافة إلى الغارات الروسية الداعمة لها على الثوار في مدينة حلب، ولاقتراب القوات الكردية من الحدود مع تركيا، كما هيمنت أخبار وتقارير المجاعات والحصارات في مناطق اخرى في سورية مثل "مضايا " و "دوما" على عناوين الصحف، وبالتالي كانت مدينة دير الزور دائماً غائبة عن المشهد الإعلامي.
وأضاف أبو ليلى: "إن الوضع الإنساني في دير الزور هو الأسوأ بين المدن السورية، فالسكان لا يملكون ما يكفي لشراء ضروريات الحياة الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وأردف: "النظام السوري يقوم بتوزيع المساعدات على الأسر في حيي الجورة والقصور في شرق دير الزور، وهي مناطق خاضعة للحكومة السورية".
ويعتقد أن ما يقدر بنحو 200.000 ألف شخص يعيشون تحت "الحصار المزدوج" في دير الزور، وفقاً لمجموعة  "مناصرة الحملة السورية"، وقد منعت حكومة الأسد وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل المدينة، في حين يسيطر التنظيم على المناطق حول المدينة، ووفقاً لتقارير، فإن حصار الجوع قد بدأ بالفعل يؤثر على المدينة، مع تقارير عن أطفال يموتون من الجوع ، وقد أصبحوا مجرد "جلد على عظم".
وقال أبو القاسم، وهو صاحب متجر، تمت مقابلته على الحدود السورية بعد أن فر من المدينة: "إن المستشفى المحلي في دير الزور مليء بالأطفال التي تعاني من الجوع الشديد، بالإضافة إلى أن جميع الأطفال داخل المدينة المحاصرة يعانون من سوء التغذية، والإسهال، وسوء الامتصاص، والأمراض الأخرى بسبب الجوع".
المدينة المضطربة
دير الزور، هي منطقة استراتيجية غنية بالنفط، وقعت بأيدي أطراف مختلفة خلال الحرب السورية، فقد سيطر تنظيم "الدولة" على العديد من المناطق فيها لأكثر من عام، ولكنه وجد نفسه تحت هجوم لعدة أشهر من قبل جيش الأسد، الذي كان يشن هجماته من مطار عسكري قريب، وكان يسعى بكل يأس للاحتفاظ بالموقع الوحيد الذي يملك فيه "موطئ قدم" في شرق سورية.
وكان تنظيم الدولة قد هجم على المدينة في 16 كانون الثاني، وخطف 400 مدني على الأقل، وقتل 120 جندي حكومي تابع لنظام الأسد واستولى على الأراضي هناك.
وقال أبو ليلى، حتى الآن نجح التنظيم في الاحتفاظ بالسيطرة على المناطق المصادرة في كانون الثاني في الريف الشرقي لمدينة دير الزور "البغيلية" وبعض المناطق المحيطة بها, ولكن الروس صعدوا من هجماتهم الجوية.
وفي الأسابيع التي تلت الهجوم، قام الروس بعدة غارات جوية، وبحسب ما ورد استهدفت أجزاء مختلفة من المدينة، مما أدى بالحكومة السورية إلى استعادة السيطرة على المناطق التي كانت بحوزة التنظيم.
في الأيام القليلة الماضية، تم إسقاط منشورات من طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على مدينة البوكمال، وهي منطقة شرق محافظة دير الزور، محذرة السكان بالابتعاد عن مناطق تجمع مقاتلي التنظيم، وكانت المنشورات تقول: " قوات التحالف لا تستهدف المدنيين، بل تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية فقط، لا تتجمعوا في مناطق التنظيم من أجل حمايتكم".
وقالت الولايات المتحدة أنها أجرت هجومين على مدينة دير الزور في 17 شباط، على الطرق التي يستخدمها التنظيم، ولكن أبو ليلى، الصحفي من دير الزور قال: "رغم أن قوات التحالف حاولت استهداف مناطق التنظيم، إلا أنها كانت تكافح للتفريق بين مناطق المدنيين والتنظيم".
وأضاف: "من الصعب جداً معرفة الفرق بين المقاتلين والمدنيين، فضربات التحالف تستهدف مواقع للتنظيم قد أخليت بالفعل من المقاتلين وانتشروا بين مناطق المدنيين".
كما أن الكثير من المقيمين في منطقة البوكمال كانوا بالأصل لاجئين قد فروا من الهجمات على مناطق أخرى مثل حلب، نحو 400 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء_ أن الحكومة السورية قد وافقت على السماح بوصول المساعدات إلى مدينة دير الزور، ولكن لم يتضح حتى الآن_ إن كانت القوافل قد أرسلت من دمشق التي تبعد عن دير الزور مسافة 200 كيلو متر.
وقال علي، المقيم في دير الزور: "الروس يقومون بإسقاط المساعدات فقط على المناطق المتعاطفة والمؤيدة لنظام الأسد، والسلال الغذائية التي تلقيناها هي قطرة في محيط، ومن الأفضل أن تأتي المساعدات في شاحنات ولا تلقى من الطائرات، لأنها تقع بيد النظام السوري".
ورغم أن الروس قد تعهدوا يوم الأربعاء بأن يقدموا مساعدات غذائية يومية إلى المنطقة، وفقاً لما ذكرته وسائل الاعلام الرسمية السورية، إلا أن المخاوف عالية من أن تكون هذه المساعدات قليلة جداً ومتأخرة جداً، يقول أبو ظفران أحد سكان المدينة: "إن السكان يأكلون الأعشاب والجذور والحيوانات الأليفة للبقاء على قيد الحياة".
وقال أحد المقيمين، عبد الله (28)، الطالب الذي لا يزال داخل المدينة، أن الكثير من الناس يصلون أن يموتوا لكي لا يشاهدوا أطفالهم يقضون جوعاً، وأضاف: "هذا أسوأ ما مريت به في حياتي، بأن تعيش تحت الحصار فيما يستنزفك الإحباط واليأس بقدر ما ينهش جسدك الجوع".

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//