بلدي نيوز - إدلب - (محمد وليد جبس)
اختلفت ردود الفصائل والتشكيلات العسكرية في الشمال السوري، حول الاتفاق الموقع بين الجانبين التركي والروسي بشأن مصير محافظة إدلب، وتأرجحت هذه المواقف بين رافض وآخر مرحب.
وكانت أبرز الفصائل المرحبة بالاتفاق؛ هي "الجبهة الوطنية للتحرير" كبرى الفصائل المعارضة المسلحة على الأرض، وكانت أصدرت بياناً يوم أمس، ثمنت من خلاله الجهود التركية الدبلوماسية تجاه القضية السورية.
وجاء في بيان الجبهة الوطنية: "نثمن هذا الجهد الكبير والإنتصار الواضح للدبلوماسية التركية، التي دافعت عن قضيتنا وجعلتها جزءاً من أمنها القومي، في الوقت الذي تخاذل فيه المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري".
وأضافت، "كما نخص بالشكر السيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على جهده البالغ وعمله الدؤوب لمنع هذه الحرب الظالمة، بهذا الإتفاق أوقف عدوانا روسياً وشيكاً كان سيؤدي إلى أكبر مأساة إنسانية في العصر".
في المقابل؛ عبّر فصيل "حراس الدين" عن رفضه للاتفاق الروسي التركي، الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة فصائل المعارضة.
ووصف ب(المؤامرة الكبرى)، داعياً باقي التشكيلات العسكرية التابعة لتنظيم القاعدة إلى "النفير العام"، ورصّ الصفوف وبدء العمليات العسكرية على معاقل قوات النظام.
وفي الغضون، أعلن فصيل "أنصار الدين" عن رفضه أيضاً للاتفاق "الروسي التركي"، واعتبره "أحد المسارات المشؤمة التي ستؤدي إلى وأد الثورة السورية"، وماوصفه ب(الجهاد الشامي).
ووصف الاتفاق بالحل الاستسلامي، وأنه يمهد بواقع ميداني ساهمت فيه خدعة مناطق خفض التصعيد بالاستفراد بالمناطق، وتصفية "الجهاد والثورة" فيها، وتقاسم مناطق النفوذ والمصالح بين القوى المحتلة وأدواتها، وواقع سياسي متمثل بكتابة الدستور على أيدي المحتلين وأدواتهم وصولا لانتخابات تعيد إنتاج دولة البعث وتشرعن الاحتلال. بحسب وصفه.
يذكر أن تنظيم "حراس الدين" أعلن عن تشكيله مطلع شهر شباط الفائت، في وقت شهدت فيه محافظة إدلب معارك بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا"، حيث انضم إلى التنظيم الجديد عدة فصائل تتبع ذات التوجه المتشدد، في محافظتي إدلب واللاذقية، وهي (جيش البادية، جيش الساحل، سرية كابل، سرايا الساحل، جيش الملاحم وجند الشريعة) تحت قيادة "أبو همام الشامي"، فيما ضم التنظيم عدداً من قيادات "جبهة النصرة" سابقا،ً ممن رفضوا فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة" وتحولها لـ "هيئة تحرير الشام"، منهم (أبو جليبيب طوباس، أبو خديجة الأردني، وسامي العريدي، وأبو عبد الرحمن المكي).
وكان الرئيسان التركي والروسي توصلا لاتفاق، الاثنين الماضي، في مؤتمر "سوتشي" ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق ميليشيات قوات النظام الطائفية، ومناطق سيطرة المعارضة في إدلب، حيث أوضح الرئيس التركي لاحقاً أن الاتفاق يضم 12 مادة، هدفت إلى منع شن معركة على المنطقة ووقف نزيف الدم في إدلب.