بلدي نيوز
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" معلومات تكشف أبعادا جديدة لحرب التنافس بين موسكو وطهران على حصص ما بعد الحرب السورية.
وفي إطار مساعيه لإخلاء مناطق المعارضة في العاصمة وتلك الملاصقة لها، أصدر رئيس النظام بشار الأسد في عام 2012، المرسوم الرئاسي رقم 66 المتضمن إحداث منطقتين تنظيميتين في دمشق؛ الأولى أطلق عليها المنطقة 101 والثانية المنطقة 102.
وتقع المنطقة 101 جنوب شرقي حي المزة غرب العاصمة، وتتكون من منطقتين عقاريتين هما المزة وكفر سوسة، وتضم ما يطلق عليه منطقة "المزة بساتين" الواقعة خلف السفارة الإيرانية و"حي الإخلاص" شرقها، وتمتد شرقاً إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من حي كفر سوسة.
أما المنطقة 102 التي أصدرت محافظة دمشق مخططها التنظيمي أيضاً وسمتها "باسيليا سيتي"، وتعني بالسريانية "الوطن" أو "السيادة"، فهي تتصل مع المنطقة 101 من جهة الجنوب الشرقية، وتمتد من الأجزاء الجنوبية الشرقية لحي كفر سوسة لتصل إلى أحياء في جنوب دمشق وتشمل المناطق الواقعة جنوب الجسر المتحلق الجنوبي، وهي الأجزاء الجنوبية الشرقية من حي كفر سوسة وبلدة داريا وأحياء القدم والعسالي ونهر عيشة ومنطقة شارع الثلاثين الفاصلة بين حي القدم ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وتبلغ مساحتها 9 ملايين متر مربع، وعدد عقاراتها 4 آلاف.
وجميع الأحياء التي شملها المرسوم 66 شهدت في بداية الثورة السورية التي اندلعت في آذار 2011، حراكاً شعبياً مناهضاً للنظام، وجرى تدمير كثير منها مثل داريا والقدم والعسالي.
وحسب الصحفية؛ فالتنافس بين حليفي الأسد على منطقتين في دمشق هما 101 (التي تشمل جنوب شرقي المزة خلف الرازي) و 102، حيث أن إيران سارعت للدخول بقوة للاستثمار في المنطقة 101، بمدينة داريا، لتدخل المدينة دائرة النفوذ الإيراني، لا سيما وأن المدينة لا تبعد سوى 5 كيلومترات عن السفارة الإيرانية ومئات الأمتار عن مطار المزة العسكري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، أنه بعد انفراد إيران بتقرير مصير مدينة داريا عبر اتفاق مع قطر أفضى إلى تهجير فصائل المعارضة المسلحة والأهالي منها، ودخول المدينة دائرة النفوذ الإيراني، أبرم مسؤولون إيرانيون عقداً مع النظام يقضي بإعمار 30 ألف وحدة سكنية في المدينة الواقعة ضمن المنطقة 102 من المرسوم 66.
وتقع مدينة داريا جنوب السفارة الإيرانية، ولا تبعد عنها أكثر من 5 كيلومترات، وعن مطار المزة العسكري سوى مئات الأمتار، وتقول طهران إن اهتمامها بالمدينة يعود لوجود مزار السيدة سكينة فيها. كما أن مدينة داريا قريبة من الحدود مع لبنان ومراكز القيادة الحساسة للفرقة الرابعة التي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق رئيس النظام، والمخابرات الجوية اللذين يرتبطان بعلاقات وطيدة مع الإيرانيين.
وفي مقابل الاندفاع الإيراني، لم ترتح روسيا الحليف القوي للنظام لاستحواذ طهران على عقود إعادة إعمار في العاصمة ومحيطها، وذلك بحسب تصريحات تجار عقارات.
وذكرت مصادر الصحيفة، أن الروس عطلوا أكثر من مرة مساعي إيران لإنهاء وجود فصائل المعارضة المسلحة وتنظيمي "داعش" و"هيئة تحرير الشام" في أحياء القدم والعسالي وشارع الثلاثين الواقعة ضمن المنطقة 102 من المرسوم 66، إلى أن حسمته روسيا مع ملفات مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحي التضامن جنوب العاصمة وبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم.
ووفق المصادر، فإن "أنباء تسربت وبقوة عن أن الروس ستكون لهم ولشركاتهم والشخصيات ورجال الأعمال المتعاونين معهم الأولوية في أخذ عقود إعمار المحاضر والمقاسم في المنطقة 102، إضافة إلى الحجر الأسود ومخيم اليرموك"، وذلك بعد أن أدخلت بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في إطار نفوذها، عقب إنهاء ملفاتها في إطار ما يسميه النظام اتفاقات "مصالحة".
ولفتت المصادر إلى أن استبعاد الروس للإيرانيين من مناطق جنوب العاصمة "أثار انزعاج الإيرانيين" لأنهم بذلك أحبطوا حلمهم الذي طالما سعوا إلى تنفيذه وهو "مد نفوذهم إلى تلك المناطق" وتشكيل "ضاحية جنوبية" مع منطقة السيدة زينب القريبة منها من الناحية الجنوبية شبيهة بضاحية بيروت الجنوبية التي يسيطر عليها "حزب الله" حليف إيران في لبنان.