بلدي نيوز - دمشق (زين كيالي)
عقب حملات سحب الشباب لخدمة الاحتياط، والحملات الدعائية لجيشه، وبعد إنشائه العديد من التشكيلات العسكرية وفتحه باب التطوع مقابل المال، يبدأ نظام الأسد بحملة جديدة لتعزيز قوة جيشه المتآكلة، متوجهاً هذه المرة لفئة الموظفين في المؤسسات الحكومية، داعياً إياها لتكون جزءاً من منظومته العسكرية، طوعاً أو بالإكراه، مع التهديد بالفصل لمن يتخلف.
"معا في مواجهة الإرهاب"، بهذا الشعار بدأت "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" إعلانها الذي كشفت فيه عن تشكيلها ألوية تطوعية لإفساح المجال أمام المدنيين، لحمل السلاح إلى جانب "جيش الأسد"، والقضاء على الإرهاب، حسب تعبيرها.
الإعلان الذي نشر في الجرائد الرسمية، ووزع على الدوائر والمديريات الحكومة بحسب ما أكدته عضو مكتب دمشق "روز الدمشقي" لبلدي نيوز خلال تقرير خاص، هو إحدى الطرق الجديدة، التي سعى إليها النظام لاستقطاب أعداد إضافية من المدنيين لحمل السلاح، مؤكداً فيه أن الألوية التطوعية، تسمح لكل من العاملين في الدولة أو غير العاملين بالانضمام إليها.
وتضمن الإعلان شروط الانتساب، والمزايا التي يتمتع بها كل من ينضم إلى الألوية، كأن يتقاضى الموظف المنضم إضافة 50% على راتبه الأصلي، ومبلغ قدره 20 ألفاً لغير الموظفين، لعقد يتراوح من 6 أشهر حتى سنة قابلة للتجديد.
وأنشأ النظام بحسب المصدر، عدة معسكرات للالتحاق بالألوية المحدثة، وهي معسكر في دمشق ومعسكر التدريب الجامعي في الديماس، عن المنطقة الجنوبية، ومعسكر في حمص وشمسين عن المنطقة الوسطى، ومعسكرات في بانياس والملعب البلدي عن المنطقة الساحلية.
وتوجه نظام الأسد في حملته الجديدة، إلى المؤسسات التربوية، من أجل سوق الموظفين إلى معسكرات التطوع، حيث شهدت عدة مدارس داخل العاصمة دمشق، اجتماعات تم خلالها فتح باب التطوع للمعلمين والمعلمات، للالتحاق بالكتائب التطوعية، موجهين تهديدات غير مباشرة بالفصل من العمل لمن يوضع اسمه ضمن قوائم المتطوعين ويرفض الالتحاق.
وكان مصدر مقرب من النظام، كشف أن ضابط أمن داخل "مؤسسة الإنشاءات العسكرية"، في دمشق، طلب من جميع الموظفات الالتحاق بالخدمة العسكرية، أو معسكرات التطوع، ويخضع المنضمين، لدورات قاسية لمدة تتراوح بين 10 إلى 40 يوما في الديماس، و30 يوم في الدريج، وكل موظفة لا تلتحق بالخدمة تسرح من وظيفتها فوراً، وتعفى من هذه الخدمات فقط الموظفة المتزوجة ومن لديها أخ شهيد.
فراس موظف إداري في إحدى دوائر "وزارة الدفاع" قال مصرحاً لمكتب دمشق الإعلامي "تم سوقنا إلى معسكرات الديماس بالإكراه بعد تخويفنا بالفصل من العمل ناهيك عما يترتب على اعتراضنا من تداعيات مستقبلية".
ويكمل حديثه قائلاً "وضعنا في مهاجع كبيرة تفتقر لأبسط الأساسيات الضرورية، وتم فرزنا لمجموعات كل مجموعة يتم تدريبها على نوع معين من السلاح، هاون، قاذف أر بي جي، دبابات، قناصات، وفي حال كان بيننا من هم أصحاب اختصاصات عسكرية مهمة يتم سوقهم مباشرة إلى جبهات القتال كما حصل مع صديق لي، والذي فرز كسائق دبابة على جبهات القتال في خان الشيح".
وأفاد مصدر من داخل محافظة ريف دمشق، أن الأخيرة تشرف بشكل كامل على متابعة أمور تعاقد موظفي القطاع العام لصالح قوات الجيش والقوات المسلحة، من خلال توقيعهم على عقود بذلك، حيث بلغ عدد المنتسبين حتى الآن بشكل تقريبي حوالي 4000 موظف و1000 موظفة، يخضعون لدورة مدتها شهر واحد تقريبا في معسكرات أعدت خصيصاً لذلك في منطقة الديماس، وسيتم بعدها إلحاق عدد من المتدربين لدورات إضافية بمعسكرات الدريج إن تطلب الأمر ذلك.
وأكد مصدر من "مطار دمشق الدولي" أن دفعة من الموظفين ممن يسمون "كتائب الحماية الذاتية" تم استقدامها إلى المطار، وإلحاقهم بجبهات القتال في الغوطة الشرقية، ومنهم من لقي حتفه جراء المعارك الدائرة هناك.
ويتابع المصدر "كتائب الحماية الذاتية أنشأت بالبداية من أجل حماية المنشآت العامة التي يعمل ضمنها المنتسبون، وعلى حواجز ضمن العاصمة دمشق، لكن الحاجة الماسة للمقاتلين دفعت نظام الأسد من سوقهم إلى جبهات القتال ليواجهوا مصيرهم المجهول هناك".