ما الهدف من التعزيزات العسكرية التركية على الحدود السورية؟

بلدي نيوز (خاص)

تتواصل التعزيزات العسكرية التركية طوال الأيام الفائتة، باتجاه الحدود الشمالية لمحافظة إدلب، حيث وصلت خلال الأيام الماضية عشرات الأليات والدبابات والمدرعات العسكرية، لم يدخل منها الأراضي السورية سوى القليل، وهي تعزيزات باتجاه النقاط التي تثبتها تركيا في منطقة خفض التصعد.

وأكد مصدر عسكري مطلع لـ "بلدي نيوز: "إن التعزيزات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا، هي رسالة واضحة للنظام بأن أي هجوم على إدلب سيقابل برد عسكري مباشر"، لافتاً إلى أن تركيا ترفض بشكل قاطع أي هجوم بري على المنطقة التي تنشر فيها نقاط مراقبتها الـ 12 وفق مقررات أستانة.

واوضح المصدر أن تركيا، ومنذ بدء دخول قواتها إلى إدلب وريفها كطرف ضامن؛ تؤكد على ضرورة تجنيب محافظة إدلب التي تغص بملايين المدنيين أي عملية عسكرية، وهذا ما أكده الرئيس التركي خلال قمة "الضامنين" في طهران يوم الجمعة الماضي.

وعن تواصل القصف على المنطقة ودور تركيا في ذلك، لفت المصدر العسكري إلى أن النقاط التركية لا يمكنها لجم روسيا ووقف القصف بشكل كامل، لأن روسيا تتذرع بوجود "هيئة تحرير الشام"، وتنظيمات تصنفها "إرهابية"، وتعرض قاعدتها العسكرية في حميميم لاستهداف واتهام الفصائل في إدلب بذلك، وأنها ستواصل تنفيذ غاراتها بين الحين والآخر لحين تمكن تركيا من قطع هذه الذرائع، والتوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار.

واستبعد المصدر إقدام النظام على أي مغامرة عسكرية في المنطقة، كونه يدرك بأن تركيا ستقوم بمواجهته ودعم الفصائل على الأرض، لاسيما أن نقاطها لاتزال موجودة وتعززها بشكل يومي، وهذا - وفق المصدر - يعني وجود طويل الأمد في المنطقة.

وتحاول ورسيا الضغط من خلال تكثيف القصف على المناطق المدنية، لتحقيق عدة أهداف، أبرزها دفع المدنيين لقبول التسويات التي تفرضها بقوة المدافع والصواريخ، وإرهاب المدنيين وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، كما تحاول توجيه رسائل سياسية للعالم الرافض لأي عملية عسكرية والمندد لقصف المدنيين، بأن روسيا لا يهمها من يرفض ومن يقبل وأنها ستفعل كل ماتريد وهي اليد القوية المسيطرة التي لاتخضع لأي ضغوطات.

وكان صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بإن إيقاف الهجمات الجوية على محافظة إدلب يتطلب جهودا دولية، مؤكداً أن بلاده تبذل جهودا حثيثة لمنع حدوث مآسي إنسانية، ووقوع كوارث في المحافظة، كما أنها تجري اتصالات على كافة المستويات مع كل الدول المعنية بالقضية السورية لهذا الشأن.