بلدي نيوز
قالت صحيفة "هآرتس"، إن كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة وروسيا والدول العربية الرائدة تتفق على ضرورة إخراج إيران من سوريا، إلا أن النقطة الشائكة هي أفضل طريقة للتعامل مع التهديد العسكري والذي "يمثل مصدر قلق كبير في كل مكان بالمنطقة" وذلك بحسب ما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض للصحيفة.
وتتساءل الصحيفة فيما إذا كان هناك أي خطة موثوقة لتحقيق ذلك حيث قامت روسيا بإخبار "إسرائيل" عدة مرات أنها لا تمتلك القدرة على فعل ذلك، كما أن "بوتين" قال لـ "بولتن" إنه يرغب أيضاً بأن تغادر إيران سوريا إلا أن روسيا وحدها لا تستطيع تحقيق ذلك.
وكانت روسيا قد تمكنت بحسب الصحيفة بإبقاء إيران بعيدة مسافة 85 كلم عن حدود سوريا الجنوبية مع استثناء واحد ملحوظ "الإيرانيون ما زالوا موجودين في دمشق وحولها".
وفي الوقت نفسه، أدرجت إدارة "ترامب" شرط انسحاب إيران من سوريا من ضمن الشروط العشرة لأي اتفاق جديد قد يحل محل الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران وواشنطن، حيث تهدف السياسة الأمريكية إلى تشديد الضغط المالي على إيران من خلال فرض عقوبات اقتصادية على أمل أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات وتوافق على مغادرة سوريا، أو أن تؤدي أزمتها الاقتصادية المتزايدة إلى تقليل استثماراتها في التدخلات العسكرية في الخارج.
ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن الجدل بأكمله حول "طرد إيران من سوريا" غير واقعي. حيث تحتفظ إيران بالآلاف من الجنود والمقاتلين المنتمين إلى الميليشيات الشيعية و المنتشرين في معظم الأراضي السورية، كما تنتظر إيران بفارغ الصبر جني ثمار عملية إعادة إعمار سوريا. حيث تضر عملية إخراج جميع المليشيات العسكرية الإيرانية، التي تخطط للاستفادة من إعادة الإعمار لتعوض الضغط الاقتصادي المتزايد الذي تمارسه عليها الولايات المتحدة.
وقال (دان شابيرو) السفير الأمريكي السابق لدى "إسرائيل" إن " تقييم بولتن واقعي للأسف. الأمر يتطلب مستوى من الالتزام من جانب روسيا، ليس على الورق فقط بل بشكل أساسي لمحاربة إيران في سوريا وضمان مغادرة إيران بالكامل".
وأضاف "ينبغي على إسرائيل والولايات المتحدة التركيز على ضمان استمرار إسرائيل في حرية التصرف اللازمة لضرب الأهداف الإيرانية في سوريا حسب الحاجة، بهدف منع التهديد الإيراني من الوصول إلى مستويات غير مقبولة. ويجب إبقاء القوات الأمريكية في سوريا، لأن ذلك سيساعد على فرض قيود على المناطق التي يمكن أن تعمل فيها إيران".
وتشير الصحيفة إلى أن أحد الخيارات المطروحة من قبل "إسرائيل" هي اعتماد "بشار االأسد" كشريك في نهاية المطاف لضمان الإطاحة بإيران. ويستند هؤلاء على أن "الأسد" مثل الروس، لم يعد يرغب بالوجود الإيراني بعد ما ضمن انتصاره في الحرب السورية، مع ذلك ناقض "الأسد" هذه النظرية بعدما صرح في الشهر الماضي إنه يريد من إيران و"حزب الله" البقاء في سوريا لفترة طويلة ومساعدته على ضمان استقرار البلاد.
وأشار دبلوماسي أوربي بارز للصحيفة، إلى أن قلق يساور الزعماء الأوربيين حيال التفاهمات الأمريكية الروسية المحتملة والتي من الممكن أن تشمل السماح بـ "التطبيع" مع "الأسد"، معتبراً أن الحل هذا غير منطقي بسبب عدم قدرة النظام على فعل ذلك حيث قال موضحاً "الأسد يحتاج إلى إيران وسيظل بحاجة إلى إيران في المستقبل القريب".
كما أكد أن حكم "الأسد" لن يكون قوياً ومستمراً حتى لو سيطر على كامل سوريا، ولذلك هو بحاجة إلى مساعدة إيران لردع السكان الغاضبين والمظلومين خشية اشتعال شرارة ثورة ثانية.
ختاماً قال "الفونه" "طالما أنه لا يوجد ميليشيات شيعية أو يتواجد بعض العناصر القلية منها، على الحدود الإسرائيلية يمكن لجميع الأطراف التعايش مع الوضع الراهن" الأمر الذي توافق عليه الصحيفة على الرغم من كل الخطابات التي تدور حول طرد إيران من سوريا
ترجمة: أورينت نت