بلدي نيوز - حمص (ميار حيدر)
ضمن مساعي النظام الحثيثة، في التضيق على المدنيين، وإجبارهم على الالتحاق بميليشياته المسلحة، للزج بهم على جبهات القتال، أغلقت قوات النظام السوري جميع مخارج مخيم العائدين في محافظة حمص، وجعلت الدخول إليه والخروج منه من المدخل الرئيسي فقط، ووضعت السواتر الترابية والحواجز الإسمنتية بين المخيم والشماس ومدّت أسلاكاً شائكة بين المخيم وطريق دمشق، لسدّ جميع الطرق الفرعية المؤدية إليه.
كما شيدّت قوات النظام سورا حديديا يفصل بين أحياء مخيم العائدين في حمص والأحياء المجاورة له، وقامت الأجهزة الأمنية والمجموعات المسلحة المساندة لها، بحملات دهم لمنازل المخيم، واعتقلت عشرات الشبان لإجبارهم على الالتحاق بجيش التحرير الفلسطيني، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام على جميع الجبهات.
ووثقت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا أوضاع اللاجئين في محيم العائدين، وأكدت فرض المفرزة الأمنية لمخيم العائدين بحمص قائمة طويلة من الممنوعات على الأهالي داخل المخيم وألزمتهم بتنفيذها، كمنع دخول الأثاث المنزلي، إلا من خلال شبيحة النظام، ومنع إدخال مواد البناء والإعمار إلا من خلال اتباع إجراءات وموافقات طويلة تستند على بيان ملكية، مع العلم بأنّ أغلب بيوت المخيم هي بناء عائلي طابقي ولا توجد تنازلات أو ملكيات بين الأب والأبناء.
كما منع إعلان وفاة أيّ شخص إلا بعد الموافقة من مديرية الأوقاف في مدينة حمص التي تعتبر المخيم خارج اختصاصها وتردّ الأمر إلى المفرزة الأمنية داخل المخيم التي تردّ بدورها إلى لهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين التي تتنصل من مسؤوليتها عن هذا الأمر أيضاً.
كما طلبت قوات النظام، بحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، تقديم كشف يومي مسائي إلى المفرزة الأمنية لكل المرضى والمراجعين الذين دخلوا مشفى بيسان. ومنعت المدنيين من التأجير أو السكن أو الاستضافة في المخيم لكل من أهالي مدن وبلدات "تدمر أو القريتين أو مهين" مهما كانت صلة القرابة والنسب، باعتبارهم خونة سلموا مناطقهم".
ومنع النظام السوري الأهالي من التصرف بأملاك المهاجرين من أبناء المخيم من قبل ذويهم، حتى لو قدّموا بذلك وكالة مصدقة أصولاً من السفارة السورية في الدول التي هاجروا إليها، في ظل تنامي هجرة سكان مخيم العائدين في حمص من مخيمهم باتجاه تركيا والدول الأوروبية نتيجة الأوضاع الأمنية والمعيشية المزرية في سورية.