بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)
حرم نظام "الأسد" آلاف السوريين من أبسط حقوقهم بالعيش الآمن والكريم، وتسببت وحشيته في قمع السوريين، بقتل وتشريد وإصابة ملايين المدنيين في جميع المحافظات السورية.
"علا التمرو" رقم فردي بين ملايين الضحايا، هي سيدة سورية (22 عاما)، حرمها حاجز لنظام الأسد من الوقوف على قدميها جراء استهدافه لحافلة تقلها مع والدة زوجها التي فارقت الحياة مع جميع من كانوا في تلك الحافلة، والذين بلغ عددهم أكثر من عشرة أشخاص بينهم نساء وأطفال، بعد استهدافهم بقذيفتين من مدفع الدبابة المركونة على حاجز المنشرة قرب مدينة جسر الشغور، بريف إدلب الغربي، منذ ست سنوات.
في لقاء خاص لبلدي نيوز مع السيدة "علا"، تقول: "تعرضت لإصابة بشظية أثر استهداف حافلة بقذيفة دبابة من حاجز لقوات النظام في منطقة المنشرة قرب جسر الشغور، وكانت الحافلة تقل العشرات من أهالي قريتي الصغيرة بزيت، التي لا تبعد إلا بضعة كيلو مترات عن مدينة جشر الشغور".
وأضافت "علا": "بعد استهداف الحافلة بقذيفتين متتاليتين استشهد معظم من كانوا على متنها ومن بينهم والدة زوجي التي كانت برفقتي، وتم نقلي إلى مستشفى دركوش، ولم يتم استقبالي فيها لخطورة إصابتي وتم تحويلي إلى المستشفيات التركية لأتلقى فيها العلاج، وعندما بدأت أصحو، لم أستطع الحركة وعلمت حينها من الطبيب بأني فقدت جنيني الذي كنت حاملة به بشهري الأول، كما تسببت الإصابة بشلل نصفي، حيث أن الشظية اخترقت صدري واستقر بالعمود الفقري".
وأردفت: "شعرت بالتحطم عقب ذلك، وخضعت لعدة عمليات جراحية، ولكن دون جدوى، ولا أستطيع اليوم الوقوف على قدمي، وعدت إلى القرية مجدداً بسبب ارتفاع تكاليف العلاج، رغم أن القرية تتعرض للقصف الجوي بشكل مستمر".
وأضافت "علا" أن "جسدها بدأ يتقرح عقب خروجها من القرية باتجاه المخيمات بسبب شدة القصف، وبعد انجابي لطفلتي عائشة التي تبلغ من العمر اليوم سنتين، تركنا أبوها وتزوج امرأة أُخرى، وحالنا الآن أكثر سوءاً من أي وقت مضى، فأنا عاجزة عن كل شيء، وأعيش اليوم مع أهلي الذين لا يقل حالهم مأساوية عن حالي أنا".
وناشدت "علا" عبر منبر بلدي نيوز أي منظمة طبية وكل من يستطيع مساعدتها، إغاثتها لاستعادة قواها والوقوف على قدميها، لتعمل وتطعم طفلتها الوحيدة.