بلدي نيوز - ادلب (محمد العلي)
يعاني أهالي مدينة معرة النعمان في ريف إدلب من انتشار مرض اللشمانيا بشكل هائل، حيث انتشر الوباء كانتشار النار في الهشيم ليتجاوز عدد المصابين في منطقة المعرة 12 ألف مصاب في المدينة و9 آلاف مصاب في ضواحيها خلال الأشهر القليلة الماضية، ويزداد الأمر سوءا مع انقطاع العلاج من جهة، وإيقاف الحملات الوقائية من جهة أخرى.
"عبد العليم الرحال" مشرف علاج اللشمانيا في المركز الصحي بمعرة النعمان، قال لبلدي نيوز "ارتفعت أعداد المراجعين لقسم مكافحة اللشمانيا في المركز الصحي بشكل مضاعف منذ شهر نيسان الماضي، ويستقبل المركز 1400 مراجعاً مصاباً أسبوعياً، بينما كان الرقم لا يتجاوز 200 مصاب في السابق، وتعود هذه الزيادة لانقطاع علاج اللشمانيا منذ مطلع العام الحالي دون معرفة الأسباب التي دفعت لهذا الحرمان".
وأضاف الرحال "تعالج اللشمانيا بشكل موضعي أو عضلي حسب حجم الآفة، وحسب نتيجة التحاليل، وحسب موقع الإصابة من الجسد أو الوجه، ويتم ذلك بالحقن الدوائي، وهناك طرق أخرى للعلاج بواسطة الأشعة و الليزر والكي بالنتروجين والعمليات الجراحية، لكن معظم هذه الوسائل لا تعطي نتائج مضمونة 100% وقد تترك ندبات مكان الإصابة".
ويضطر المصاب لشراء العلاج على نفقته من الصيدليات الخاصة، حيث يبلغ سعر الحقنة الواحدة 1500 ليرة سورية، وفي بعض الحالات يضطر المصاب لشراء أكثر من حقنة حسبب عدد الآفات وحجمها وقد تصل تكاليف العلاج لـ 5000 ليرة في الأسبوع الواحد.
أمر آخر فاقم من حجم المشكلة، حيث توقف برنامج الحملات الوقائية لمكافحة اللشمانيا منذ مطلع العام الحالي.
وأفاد مدير البرنامج الوقائي لمكافحة اللشمانيا في معرة النعمان "قاسم البارودي" لبلدي نيوز "تعتبر أنثى ذبابة الرمل الناقل والمسبب لوباء اللشمانيا، أو ما يعرف بحبة السنة أو حبة حلب ولها العديد من المسميات".
وأضاف البارودي "عملنا خلال السنوات السابقة على مكافحتها برش المبيدات وتوزيع ناموسيات للنوم وتركيب عازل للنوافذ في الأماكن التي تم رصد هذه الحشرة بها".
وأشار البارودي إلى "توقف دعم المشروع الوقائي منذ بداية العام الحالي لأسباب نجهلها، مما ساعد على تكاثر هذه الحشرة و انتشارها، وفي حال لم تكافح فإن الأعداد قابلة للمضاعفة في الأيام القادمة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج".
وينتشر وباء اللشمانيا بشكل كبير في المناطق الريفية والقرى التي تعاني من مشاكل الصرف الصحي والخدمات إضافة للمخيمات العشوائية، وأكثر المتضررين هم فئة الأطفال، مما قد يؤدي لعشرات الآلاف من الأشخاص المشوهين في حال لم يستدرك الأمر.