بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
كشف الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، رياض درار، إن المجلس يجري محادثات مع مسؤولين بحكومة النظام، في دمشق بمشاركة ممثلين لقوات "قسد".
وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤولون بمجلس سوريا الديمقراطية، الذي يقوده الأكراد إلى دمشق، وحسب ما قال "درار" لرويترز، فإن الوفد تقوده إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية للمجلس.
وأضاف أنه كان من المتوقع في البداية أن تركز المحادثات على أمور مثل تقديم الخدمات، لكنه قال إنه يتوقع الآن أن تتطور الأمور لما هو أوسع من ذلك، وتابع قائلا "قد تكون لقاءات بعضها أمني وبعضها سياسي".
وعن العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود "قسد" وذراعها العسكري، يقول رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، "منذ بداية الثورة وإلى يومنا هذا لم تنقطع العلاقة بين (ب ي د) وبين نظام عصابة الإجرام بدمشق"، مشيرا إلى أن "المناطق التي يسيطر عليها (ب ي د) سلمت له من قبل النظام عبر توافق الطرفين وبرعاية نظام ولاية الفقيه الإيراني".
وأضاف "مصطفى" في حديثه لبلدي نيوز، "منذ مدة صرح عدد من المسؤولين في (ب ي د) وقادة في ميليشيا (قسد) بأنهم مستعدون لحوار غير مشروط مع النظام نتيجة للتغيرات التي حصلت مؤخرا حين تخلى الأمريكان عنهم في عفرين ولاحقا باتفاق منبج بين تركيا وأمريكا والحديث عن شرقي الفرات".
وشدد على أن "ب ي د" يعتبر أن عدوه الأساسي "هو تركيا وهذه الخطوات تندرج في اطار محاربة المشروع التركي أو إحداث إرباكات له وإعادة هذه المناطق إلى النظام خطوة تلو الأخرى"، معربا عن أسفه من "الموقف الأمريكي غير الواضح والذي على ما يبدو بأنه لا يمانع فعليا عودة أقوى لعناصر النظام إلى هذه المناطق علما بأنه موجود اصلا في مناطق سيطرة (ب ي د) الأساسية في الحسكة والقامشلي، أو أن الأمريكان إلى اللحظة يتخذون مواقف المراقب الصامت من هذه الأحداث الجارية".
وقال "مصطفى" إن "ب ي د" منذ البداية اتخذ دور سلطة الوكالة عن النظام والمنطقة سلمها له النظام كأمانة يسترجعها حين يشاء، علما أن سلوك "ب ي د" يشبه فعليا النظام من خلال ممارساته السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.
بدوره، مضر الأسعد وهو الناطق باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية يقول، إن زيارة وفد "ب ي د" إلى دمشق واللقاء مع قيادات النظام الأمنية، هو من أجل البدء في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي جرى بينهما في نهاية 2011، عندما تم الاتفاق بينهما على قيام النظام بتسليم محافظة الحسكة إلى "ب ي د" وحماية حقول النفط والغاز في رميلان وتل عدس وكراتشوك مقابل عمولة مالية تقدر 30% من العائدات مع تقديم السلاح الثقيل والخفيف لهم مقابل محاربة الثورة السورية والجيش السوري الحر وإسكات الأصوات الثورية".
ولفت "الأسعد" في حديثه لبلدي نيوز أنه "بعد الانتهاء من السيطرة على منطقة الجزيرة والفرات (الرقة ودير الزور والحسكة) بالتعاون مع أمريكا والتحالف الدولي، والانتهاء من كل ما كلفوا به من قبل النظام، عليهم حاليا البدء في عملية المرحلة الثانية وهي تسليم هذه المناطق للنظام لقطع الطريق أمام الجيش السوري الحر والجيش التركي من تسلم هذه المناطق وفق الاتفاقات العسكرية والسياسية والأمنية التي تجري بين أمريكا وتركيا بسبب الضغط العسكري من جانب تركيا والتي تصر على تفكيك ميليشيا (ب ي د)".
وأشار إلى أن "زيارة الوفد لدمشق بمباركة أمريكية، وذلك لقطع الطريق على تركيا التي تضغط كثيرا لتسليم كامل الحدود السورية التركية للجيش الحر، والإشراف التركي الأمريكي، وهذا الأمر تحاول ترفضه أمريكا لكن الضغط السياسي والعسكري التركي يزعج القيادة الأمريكية في سوريا، كما أن لروسيا وإيران مساهمة كبيرة في حث الأكراد على التقارب مع نظام الأسد لكي يحصلون على بعض المطالب حتى لا يخرجون من المولد بدون شيء هذا أولا وثانيا لكي يشكلون حالة من القلق لتركيا بشكل دائم".