بلدي نيوز
كشفت وسائل إعلامية عن وجود 6 معسكرات أنشأتها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا، الأولى تقع في معسكر شيباني شمال غرب دمشق وتحرسه مليشيا حزب الله اللبنانية، ويتواجد في المعسكر إلى جانب ضباط من النظام السوري ضباط ومستشارون من الحرس الثوري الايراني والميليشيات العراقية التابعة لإيران.
الشيباني
يعد معسكر شيباني المعسكر الرئيسي الذي يتلقى فيه عدد كبير من الأطفال السوريين والفلسطينيين والأفغان والباكستانيين والعراقيين واليمنيين تدريبات عسكرية مكثفة، قبل الانتقال إلى جبهات القتال، وتشير المعلومات المتوفرة إلى انتقال العديد من هؤلاء الأطفال إلى اليمن لخوض المعارك إلى جانب مليشيا الحوثي الموالية لإيران، بحسب وكالة "العين" الإخبارية.
النيرب
المعسكر الثاني يقع في منطقة النيرب شرق محافظة إدلب، وهو معسكر مليشيا لواء القدس الفلسطيني التابع للحرس الثوري، ويقود هذا اللواء فلسطيني يدعى محمد سعيد، تربطه علاقات شخصية مباشرة بقائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني، ويحتضن هذا المعسكر أطفالا فلسطينيين وسوريين.
القصير
المعسكر الثالث يقع في منطقة القصير جنوب محافظة حمص، حيث يتولى عناصر مليشيا حزب الله اللبنانية التابعة لإيران الإشراف على المعسكر وتدريب الأطفال به، ومن ثم نقلهم الى جبهات القتال، بينما يقع المعسكر الرابع في مدينة الميادين جنوب شرق محافظة دير الزور، ويتولى ضباط سوريون من جيش النظام وضباط من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات العراقية عمليات تدريب الأطفال عسكريا وعقائديا في المعسكر.
ديرالزور
وتضم دير الزور أيضا المعسكر الخامس الذي ينقسم إلى ثلاثة أفرع؛ يقع أحدها في حي الجورة والثاني في منطقة عين علي، والثالث في حي القصور، أما المعسكر السادس والذي أنشئ في مارس/آذار الماضي فيقع في مدينة البو كمال المحاذية للحدود العراقية.
أحمد، وهو صبي سوري لم يتجاوز بعد الـ12 عاما، من سكان مدينة الميادين، جُند خلال الأشهر الماضية في صفوف المليشيات ضمن كتائب الأطفال التابعة للحرس الثوري الايراني.
وقال أحمد "جاء إلى منطقتنا رجل دين شيعي، وطلب منا نحن الأطفال الانتساب إلى المعسكرات، وأبلغنا أنهم سيعطوننا رواتب تصل إلى 300 دولار ومساعدات غذائية، وإعفاءنا من الخدمة العسكرية في الجيش السوري، وتزويج من يريد منا الزواج، وبالفعل زوجوا صديقي محمد وأعطوه منزلا"، مبينا أنه رفض الزواج لصغر سنه.
وتلقى أحمد خلال نحو 40 يوما تدريبات عسكرية مكثفة على استخدام الأسلحة الخفيفة وخوض الاشتباكات المباشرة، إلى جانب دروس عقائدية وتحريضية ضد دول الخليج العربي وكافة الدول المناهضة للنفوذ الإيراني في المنطقة والعالم، وهو ينتظر حاليا بدء مرحلة جديدة من التدريب العسكري ستتضمن صناعة المتفجرات، وتنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف وحرب المدن وخوض الاشتباكات المباشرة، استعداداً للمشاركة في المعارك.
وعلى شاكلة معسكرات أشبال الخلافة التي أنشأها تنظيم داعش في سوريا والعراق ومعسكرات طيور الجنة التي أنشأها تنظيم القاعدة في العراق، تدير مليشيا الحرس الثوري والمليشيات التابعة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن هذه المعسكرات التي تخرج مليشيات من الأطفال تحت مسميات منها "أبناء الحسين" و"أبناء الزينبيات" و"أشبال الحسين"، التي تجمع مئات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6-15، أما الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16-18 فخصصت لهم معسكرات أخرى في نفس المناطق، يتدربون فيها على استخدام الأسلحة الثقيلة وتفخيخ السيارات والطرق والمباني وخوض حرب المدن واحتجاز الرهائن.
أحمد ليس الطفل السوري الوحيد الذي جنده الحرس الثوري في صفوف مليشياته، فبحسب مصادر خاصة بـ"العين الإخبارية" تتراوح أعداد الأطفال في كل معسكر من المعسكرات الستة ما بين 600-1000 طفل.
مازن صبي آخر، يبلغ عمره 16 عاما، أصبح مسلحا في صفوف المليشيات الإيرانية بعد تلقيه تدريبات في هذه المعسكرات، وأوضح مازن أنه انتسبت إلى فيلق القدس الإيراني، مؤكدا أنه يتلقى نحو 300 دولار شهريا.
يقول "تلقيت دورة عسكرية لمدة 30 يوما ومن ثم أخذونا إلى جبهات القتال.. أبلغونا خلال التدريب أن نكون جاهزين للذهاب إلى اليمن لنصرة الحوثي، وقال لنا مدربونا والمشرفون على المعسكر، وكانوا إيرانيين وعراقيين وسوريين، إن الإمام المهدي المنتظر يريدنا أن نكون جنوده في اليمن ويجب أن نلبي نداءه".
بينما يؤكد، عمر وهو صبي يبلغ عمره 15 عاما من سكان بلدة البوكمال المحاذية للحدود العراقية، وقد انخرط في معسكر الحرس الثوري الواقع في حدود بلدته منذ شهر مقابل وعود من رجل دين شيعي بإصدار عفو عن والده المعتقل لدى النظام السوري "الدروس والمحاضرات التي تلقيناها في المعسكر كانت تركز على ضرورة الثورة على دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، حقيقة أنا أجبرت على الانضمام لهم كي يحصل والدي على حريته".
ويرسخ المدربون الإيرانيون والعراقيون المسؤولون عن الدروس العقائدية والفكرية في المعسكرات لدى الأطفال فكرة أنهم جنود المهدي المنتظر (الامام الثاني عشر من أمة الشيعة) وأنهم سيذهبون للقتال في أي منطقة يطلبها منهم المهدي، سواء أكانت تلك المنطقة في إفريقيا أو في الخليج العربي أو أي دولة في العالم لتخليص شعوبها من الظلم وتوليهم الحكم في تلك الدول، أما التدريب العسكري فيشرف عليه ضباط سوريون، وجميعهم ضمن صفوف الحرس الثوري.
حوافز مالية
يتراوح راتب الطفل الذي يتقاضاه مقابل انتسابه للمليشيات ما بين 150 دولارا إلى 300 دولار، أما الأطفال الأكبر عمرا فيتراوح رواتبهم ما بين 300 دولار إلى 700 دولار، فيما يتقاضى الضباط وذوو الرتب العسكرية الأعلى ما بين 1000 دولار إلى 1500 دولار، وهي مبالغ كبيرة بالنسبة للوضع الاقتصادي الذي تشهده سوريا.
المصدر: العين الإخبارية