بلدي نيوز - (شحود جدوع)
لم يكن في حسبانه يوما أن تكون قدمه نهبا لقذائف الأسد، ربما حلم أسوة بأقرانه أن يجري خلف كرة يعشقها، أو يجاري زملائه بلعبة سباق، (مناف) الطفل الذي أفقدته الحرب قدمه، وفقد معها الإحساس بالأشياء التي تلامس جلده، ضحية جديدة من ضحايا إرهاب الأسد.
تمثل حالة الطفل السوري (مناف)، نموذجا عن مأسٍاة يعيشها آلاف الأطفال في سوريا، بعد أن أصيبوا بإعاقات دائمة جراء قصف قوات النظام بمختلف أنواع الأسلحة مدن وبلدات سوريا، في الوقت الذي يعيش فيه معظم أطفال العالم حياتهم الطبيعية.
أطفال سوريا لا بواكي لهم، يمضون طفولتهم بلا أطراف، وبمعاناة لا طاقة لبشرٍ على تحملها.
(مناف) من قرية "سرحا" التابعة لناحية "السعن" بريف حماة الشرقي، أصيب بشظية جراء غارة جوية طالت مكان سكنه، وتسببت بأعراض أدت إلى بترها، وتفاقمت حالته إلى أن وصلت إلى فقدانه أحد حواسه.
الناشط الإعلامي (مناحي الأحمد) الذي يتابع الحالات الإنسانية لنازحي ريفي حماة وإدلب الشرقيين، عرض حالة الطفل على حسابه على فيسبوك، وطالب بمد يد العون والمساعدة للطفل.
وقال "مناحي" لبلدي نيوز: إن "الطفل (مناف محمد الصالح) تعرض لإصابة بقدمه نتيجة غارة جوية على مكان إقامته في قرية "سرحا" التابعة لناحية "السعن"، تسببت بتهتكها، ونتيجة ضعف العناية الطبية أصيبت بالتهابات أدت إلى بترها في وقت لاحق."
وأضاف، "مع تطور الإصابة ونزوحه مع عائلته إلى الحدود السورية التركية، عقب معارك "شرق السكة" بداية العام الحالي، بدأ (مناف) يفقد الإحساس تدريجياً بطبقات جلده، حيث لم يعد يشعر بلمس الأشياء الساخنة والباردة والناعمة والخشنة، وأصيب بعدة حروق في قدمه وتفسخ في يديه نتيجة سكب الماء الحار عليها، دونما أن يشعر بحرارتها، بالإضافة إلى تعرضه لكسر في رجله الأخرى."
وناشد "مناحي" عبر بلدي نيوز، المنظمات الطبية والإنسانية بالنظر في وضع الطفل ومساعدة أهله في علاجه، وتركيب طرف صناعي لقدمه المبتورة، مؤكداً بأن الطفل يقيم مع عائلته في مخيم بين مدينة "سرمدا" وقرية "تل الكرامة"، وأن حالة عائلته المادية مزرية.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلى أن نحو 3 ملايين شخص أصيبوا نتيجة الحرب في سوريا، بينهم مليون ونصف يعيشون بعاهات مستديمة داخل البلاد، منهم 86 ألف شخص أفضت إصاباتهم إلى بتر أطرافهم وتسببت لهم بإعاقات مستديمة.