بلدي نيوز
هناك ممارسات عدة تتبعها شركات التكنولوجيا الكبرى في الحصول على بياناتك مثل أدوات قياس الحركة والتسارع، ومسح الرسائل الخاصة، و مشاركة بياناتك مع طرف ثالث.
وتبدأ تلك الممارسات بمجرد تسجيل الدخول على تطبيقات هذه الشركات ومواقعها الإلكترونية.
واكتشفت "بي بي سي"أن بعض الفقرات التي صيغت بها سياسات وشروط الخصوصية لهذه المواقع والتطبيقات، تحتاج لفهمها إلى تعليم لا يقل عن المستوى الجامعي.
وبالغوص في أعماق هذه الشروط والسياسات، اكتشفنا بعض الحقائق عن كيفية استخدام كل شركة من هذه الشركات العملاقة لبيانات المستخدمين.
1- رصد مكان وجودك حتى مع عدم موافقتك على ذلك تطلب تطبيقات عدة السماح لها بتحديد موقعك الجغرافي عبر هاتفك الذكي من خلال النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس)، وهي الطلبات التي يمكن للمستخدم رفضها.
لكن حتى عند رفض المستخدم ذلك، يمكن لهذه المواقع والتطبيقات أن تحدد مكانك بدقة. ويجمع موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على سبيل المثال، معلومات عن موقعك بعيدا عن نظام جي بي إس اعتمادا على عنوان بروتوكول الإنترنت (آي بي) أو إعدادات الهاتف، ما يمكن الموقع من ضبط إعدادات حسابك والحفاظ عليه بأمان وفاعلية.
2- شركات تتيح لفروعها أو شركات أصغر تابعة لها الحصول على بياناتك عندما توافق على الشروط والأحكام، فأنت بذلك لا تمنح حق الحصول على بياناتك واستخدامها لجهة واحدة، إذ تسمح هذه الشركة لفروعها أو شركات أخرى تابعة لها بالحصول على هذه البيانات.
ولدينا تطبيق تندر الذي يسمح لباقي أعضاء مجموعة ماتش بمشاركته الحصول على بياناتك واستخدامها، مثل مواقع أوكيوبيد، وبلنتي أوف فيش، وموقع ماتش الإليكتروني.
وقالت تندر إنها تستخدم البيانات لأغراض "الصيانة، وخدمة العملاء، والتسويق، والإعلانات محددة الهدف"، علاوة على حذف المستخدمين الذين يخرقون شروط وأحكام مواقعها وتطبيقاتها.
وأوضحت شركة لينكدإن، ، في سياسة الخصوصية أنه يحصل على بيانات المستخدم الذي حصل على خدمات من جهة ذات صلة بها مثل ميكروسوفت.
3- الالتزام بشروط وأحكام الطرف الثالث
لا يكفي أن تقرأ شروط وأحكام استخدام مواقع عمالقة التكنولوجيا فقط، فربما تحتاج إلى الإطلاع على شروط وأحكام الشركات التي تربطها بها اتفاقيات تبادل بيانات.
وقالت أمازون إنها قد تسلم بيانات العملاء لطرف ثالث لذا نصحتهم بالإطلاع على "قراءة بيان الخصوصية الخاص بالطرف الثالث ومراجعته بعناية علاوة على الشروط الأخرى للاستخدام إن وجدت."
وإذا كنت تستخدم أجهزة أبل، فينبغي أن تعلم أن بياناتك تصل إلى الشركات التي "توفر خدمات مثل معالجة البيانات، وتمديد الأرصدة، وتقييم مدى اهتمامك بالمنتجات والخدمات" لشركة أبل، وفقا لما جاء في سياسة استخدامها.
ولم تلزم القواعد العامة لحماية البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، التي بدأ العمل وفقا لها في مايو/ آذار الماضي، الشركات بالإفصاح عن الأطراف الثالثة التي تتعامل معها في مستند الشروط والأحكام.
رغم ذلك، قالت المسؤولة القانونية في برايفسي إنترناشونال أيليدا كالاندار إن لديها مخاوف حيال "إمكانية أن تستخدم شركات وساطة البيانات موقع المستخدم، واهتماماته، وبيانات اتصال الآخرين الخاصة به، لتحقيق أرباح من وراء ذلك."
وأضافت أن "سياسات الخصوصية قد تكون شاملة، لكن من المهم أن تظهر اهتماما بالغا ليس فقط بنوعية البيانات التي تجمعها الشركات والأسباب التي تجمعها من أجلها، بل بمن يتمكن من الحصول على هذه البيانات (ولأي غرض يحصل عليها)"، في المقابل، لا يسمح موقع ويكيبيديا لأي طرف ثالث بالحصول على بيانات مستخدميه الشخصية لأغراض تسويقية. كما تنص شروط استخدام الموقع على ألا "يتم رصد المستخدمين من خلال طرف ثالث لم يزوروا موقعه."
4- تطبيق تندر يجمع بيانات أدوات قياس الحركة والتسارع أحيانا ما يتجاوز الأمر مجرد جمع البيانات مثل الاسم، والسن، والموقع إلى ممارسات أبعد من ذلك. فشركة تندر، على سبيل المثال، تحصل على بيانات من خلال أدوات قياس الحركة والتسارع التي تتضمن الزاوية التي تحمل منها هاتفك الذكي والبوصلة التي قد تستخدمها عبر تطبيق على الهاتف.
لكن هذه الشركة لا تفصح عن الغرض من حصولها على هذه البيانات ولأي غرض تستخدمها.
5- فيسبوك يحتفظ بعمليات البحث المحذوفة
يوفر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إمكانية حذف عمليات البحث من سجل الاستخدام التاريخي، ما يعطي المستخدم انطباعا بأن سجلات البحث لديه لا تحتوي على بيانات البحث المحذوفة، لكن المشكلة أن هذه البيانات تظل موجودة لدى فيسبوك.
وتنص سياسة البيانات لدى فيسبوك على أنه رغم إمكانية حذف بيانات البحث في أي وقت، "تُحفظ سجلات البحث الخاصة بهذه البيانات لمدة ستة أشهر. 6. أنت مراقب حتى لو خرجت من التطبيق
تراقب فيسبوك موقعك حتى إذا خرجت من التطبيق أو من حسابك على الموقع، كما تراقبك حتى ولو لم يكن لديك حساب فيسبوك أصلا.
ووفقا لسياسة البيانات، تعمل فيسبوك مع "معلنين، ومطورين وناشرين" يمكنهم أن يرسلوا إليها معلومات عن أنشطة المستخدمين أثناء توقفهم عن استخدام تطبيق وموقع فيسبوك عن طريق ما يسمى "فيسبوك بزنس تول".
ويوفر هؤلاء الشركاء لفيسبوك معلومات عنك أثناء توقفك عن استخدام تطبيق وموقع التواصل الاجتماعي، وهي المعلومات التي قد تكون عن الجهاز الذي تستخدمه في الاتصال بالإنترنت، مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر، المواقع الإليكترونية التي تتصفحها، المنتجات والخدمات التي تشتريها، والإعلانات التي تشاهدها.
وهو ما يحدث "حتى أنت متوقف عن استخدام تطبيق فيسبوك أو حتى عندما لا يكون لديك حساب على فيسبوك أصلا"، وفقا لسياسة البيانات.
7- لينكدن يجري مسحا لرسائلك الخاصة
إذا كنت تعتقد أن رسائلك الخاصة لا تزال "خاصة" بالفعل، فعليك إعادة النظر في ذلك. فلدى موقع التواصل الاجتماعي المهني لينكدإن تكنولوجيا مسح إليكتروني للرسائل."، وفقا للسياسة المعلنة من قبل الشركة للخصوصية.
وقالت الشركة إنها تقوم بذلك لتوفير الحماية بيانات المستخدمين من المواقع التي تمارس هجمات أو اختراقات إليكترونية إضافة إلى تطوير القدرة على اقتراح ردود أوتوماتيكية.
كما يخزن موقع التواصل الاجتماعي تويتر الرسائل الخاصة ويعالجها. وقال الموقع إنه يخزن الرسائل من أجل "التعرف على الأشخاص الذين يتواصل معهم المستخدم والأوقات التي يجري فيها اتصالاته عبر الموقع (لا للإطلاع على محتوى الرسائل) لتكوين صورة أوضح لكيفية استخدام الموقع والحفاظ على أمن وتكامل المنصة"، وفقا لبيان الخصوصية الصادر عن الموقع.
8- إذا كنت تحت 18 سنة، ينصح بأن يقرأ والداك شروط الاستخدام معك
تنص شروط استخدام أبل على أنه "ينبغي على من هم تحت الفئات العمرية التي تمثل أغلب المستخدمين أن يحصلوا على موافقة الوالدين أو القائمين على رعايتهم لتتأكد الشركة أن الطفل أو الوالدان قد فهموا ما تنص عليه شروط الاستخدام."
وتقدر بي بي سي الوقت الذي يستغرقه الشخص الراشد العادي في قراءة شروط وأحكام استخدام أبل حوالي 40 دقيقة، فما بالنا بمن هم تحت سن 13 سنة.
وإذا كانت قراءة سياسة الخصوصية مرة واحدة لا تكفي، فإن أمازون تحث المستخدمين على الإطلاع عليها ومراجعتها مرة ثانية، مؤكدة أن "أعمالنا تتعرض لتغييرات باستمرار بما فيها إخطارات الخصوصية أيضا. لذا ينصح بتكرار زيارة موقعنا بانتظام للإطلاع على هذه التغييرات."
9- لا تصنع سلاحا نوويا إذا كنت تستخدم أجهزة أبل
أخيرا، تتضمن شروط استخدام أبل في بريطانيا فقرة تشير إلى أنه لا يسمح لزبائنها استخدام أجهزتها "لأي غرض محظور بموجب القوانين الأمريكية."
وهي الأغراض التي ضربت أبل أمثلة لها "بتطوير، وتصميم، وتصنيع أو إنتاج أسلحة أو صواريخ نووية أو أسلحة كيمائية أو بيولوجية".
المصدر: موقع ايلاف