بلدي نيوز - (نجم الدين النجم)
يبدو أن مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، تشهد مرحلة جديدة من التفاهمات، تنحصر بين "ب ي د" ونظام الأسد، ومن الواضح أن الطرفين اتخذا من محافظة الرقة، المعقل الرئيسي السابق لتنظيم "داعش" النقطة الأولى لبدء هذه التفاهمات.
وقالت مصادر مطلعة من مدينة الرقة، إن اجتماعاً عُقِد مؤخراً بين وفد من نظام الأسد، وقيادات من "ب ي د" في مدينة الرقة، حيث تفيد المعلومات بالتوصل إلى اتفاق يقضي بدخول قوات النظام إلى المدينة، وتشكيل قوة أمنية بداخلها.
وقال مراسل بلدي نيوز، أن اليومين الماضيين، شهدا مفاوضات بين نظام الأسد وقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، في مدينة "الطبقة" بريف الرقة الغربي، وأشار إلى أنه مثّل النظام في هذه المفاوضات، محافظ الرقة المدعو "عبيد الحسن"، ومن جانب "ب ي د" قيادات لم يتم التعرف عليهم.
وتابع، أنه بعد نقاش مطوّل بين الطرفين، اتفقا على عقد اجتماع ثان، خلال الأيام القليلة القادمة، في مدينة الرقة.
يأتي ذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية في مدينة الرقة ضد انتهاكات "قسد" بحق أهالي وسكان المدينة، وبحق لواء "ثوار الرقة" فصيل الجيش الحر الذي يتمتع بشعبية واسعة بين أهالي المدينة، والذي لم يشفع له انضمامه الشكلي إلى "قسد" بأن يرضى "ب ي د" عنه.
وانتهت حركة الاحتجاجات بفرض حظر للتجوال من قبل "ب ي د" على المدينة، وحملات مداهمة في معظم أحياء المدينة، واعتقال العشرات من أبنائها، فضلاً عن اعتقال قائد لواء "ثوار الرقة" الملقب بـ"أبو عيسى" برفقة العشرات من العناصر التابعين للواء.
وبعد بضعة أيام من اعتقاله، أفرج حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، عن "أبو عيسى" قائد "لواء ثوار الرقة" عقب اعتقال دام سبعة أيام في سجونه في مدينة الرقة، شمال شرق سوريا.
وقال مراسل بلدي نيوز في مدينة الرقة، إن "ب ي د" أفرج، ظهر الاثنين، عن قائد لواء ثوار الرقة "أحمد العلوش"، بعد أن سلّم نفسه لعناصر "ب ي د" الأسبوع الماضي، عقب محاصرته داخل منزله مع مجموعة من عناصره، وتدخل بعض شيوخ العشائر لفض النزاع، وتسليم "ثوار الرقة" سلاحهم لـ "قسد"، وأشار إلى أن جميع عناصر "لواء ثوار الرقة"، ما يزالون محتجزين داخل سجن "الشرطة العسكرية" التابعة لقوات "قسد"، والواقع خلف مدرسة "المتنبي" وسط المدينة.
وأكد مراسلنا أن مفاوضات جرت بين قياديين عسكريين من "ب ي د" و"أبو عيسى"، قدم خلاله "ب ي د" عرضاً على الأخير، فحواه أن يتسلّم "أبو عيسى" قيادة "قسد" في الرقة، مقابل حلَّ "ثوار الرقة" بالكامل، دون ورود تفاصيل أُخرى حول قبول قائد اللواء بهذا العرض، وفي حال قبوله العرض وهو الخيار الأقرب نظراً لتعنت "قسد"، فأن الأخيرة تكون كسبت من وراء ذلك اخماد الاحتجاجات الشعبية وتخفيف احتقان الشارع الرقّي، والتخلص من "ثوار الرقة"، في آن معاً.
وكانت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، ذكرت الخميس الماضي، نقلاً عن مصادر محلية لم تسمها، أن "حزب الاتحاد الديمقراطي توصّل إلى اتفاق مع النظام لإزالة الأعلام الكردية وصور رموز حزب العمال الكردستاني الذي يتبع له، وصور قتلاه من الشوارع الرئيسية في مدينتي القامشلي، والحسكة"، مشيرة إلى أن "الاتفاق يشمل مدن رأس العين وعامودا شمال غرب وغرب الحسكة". وأضافت أنه "ستتم إعادة شعب التجنيد إلى بعض المدن في المحافظة وإقامة حواجز مشتركة بين قوات الجيش العربي السوري ومسلحي المليشيات الكردية التي تتبع للحزب".
وتشير هذه الأحداث مجتمعة، إلى أن تفاهمات حقيقية تجري بين النظام و"ب ي د"، على دخول النظام لمناطق شرق الفرات خصوصاً محافظة الرقة، كنوع من تشارك السيطرة على المنطقة بين الطرفين، وكذلك لتخفيف العبء على "ب ي د" الذي يتعرض بين الحين والآخر لتهديدات تركية وصفعات سياسية تتجلى بصفقات مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا، كما حصل في مناطق غرب الفرات التي اضطر "ب ي د" على تركها عنوة.