بلدي نيوز - (شحود جدوع)
شهدت مدينة "مورك" بريف حماة الشمالي، تراجعا في حدة القصف الذي تعرضت له خلال العامين الماضيين، وذلك بعد وضع نقطة مراقبة عسكرية تركية شرق المدينة، الأمر الذي ساهم في عودة الحياة تدريجياً للمدينة.
بلدة "مورك" تشتهر في زراعة "الفستق الحلبي"، وتعتبر المدينة الأولى في إنتاجه على مستوى سوريا، فضلاً عن شهرتها السابقة بـ "سوق الفستق الحلبي" الأضخم في سوريا.
وكانت توقفت حركة التجارة في الفستق الحلبي بسوق "مورك"، لمدة خمسة أعوام، جراء المعارك وتبادل السيطرة عليها من قبل فصائل المعارضة، والنظام، بالإضافة الى القصف الكثيف الذي تعرضت له بعد تحريرها، عام ٢٠١٦، ما تسبب بدمار كبير في المنازل، والبنى التحتية، وأبنية السوق.
ومع العودة التدريجية لأهالي المدينة، والاستقرار الذي حظيت به مؤخرا، باشر التجار بإعادة ترميم المحال التجارية في سوق الفستق الحلبي، استعداداً لافتتاحه هذا العام ومباشرة عمليات الشراء.
"شادي أبو كرم" من مدينة "مورك" قال لبلدي نيوز: "يعد سوق مدينة "مورك" الأضخم والأشهر في سوريا، إن لم يكن في الشرق الأوسط، حيث كانت تصل الكميات التي يتم شراءها من المزارعين، وتصديرها إلى دول الجوار، قرابة ٤٠ ألف طن من الفستق الحلبي، والذي تنتجه مزارع "صوران ومورك وكفرزيتا واللطامنة و خان شيخون وطيبة الإمام وناحية التمانعة"، وقرى "معان وعطشان وكوكب والبويضة ومعركبة ولحايا".
وأضاف، "بعد التوقف نتيجة الأوضاع العسكرية، لجأ التجار إلى فتح محال فرعية في قرى متفرقة، ما تسبب بتفاوت في الأسعار، وضياع كثير من فرص العمل في المدينة، فضلا عن التكاليف الكبيرة التي وقعت على عاتق المزارع في نقل المحصول إلى مناطق بعيدة".
وأردف "ومع الاستقرار الذي تشهده المدينة حالياً، يقوم السماسرة والتجار في السوق بترميم محالهم التجارية، لإعادة افتتاح السوق بعد خمس سنوات من إغلاقه".
وأشار إلى أن افتتاح السوق في "مورك" التي تتوسط المناطق المنتجة له، يوفر على المزارع التنقل بين الأسواق، فضلاً عن توحيد سعر الفستق الحلبي وتشغيل الآلاف من الأيدي العاملة، حيث تنشط خلاله حركة "قشارات وكسارات الفستق"، والتي تتطلب أيدي عاملة كثيرة تغني العديد من العائلات عن حاجة السؤال، وتشجع الكثير من أبناء المدينة النازحين والعاطلين عن العمل للعودة إلى منازلهم، والعمل في مدينتهم.
وتعتبر المنطقة الوسطى من سوريا، من أكثر المناطق إنتاجاً للفستق الحلبي، وبمختلف أنواعه، وبجودة عالية تضاهي الدول العظمى في الإنتاج، وكانت زراعة الفستق الحلبي شهدت تراجعاً في الأعوام الماضية، بسبب قلة العناية نتيجةً لهجرة المزارعين عن أراضيهم قسرياً، بسبب القصف الذي يتعرض له ريف حماة الشمالي، إلا أن عودة عمل المزارعين في أراضيهم وعنايتهم بحقول الفستق هذا العام، قد ترفع من كمية الإنتاج السنوي حيث يتوقع المعنيين بتجارة الفستق الحلبي، إنتاج ما يقارب ٦٠ ألف طن هذا العام.