صحيفة أمريكية: أوباما فقد مصداقيته عند قادة المعارضة السورية - It's Over 9000!

صحيفة أمريكية: أوباما فقد مصداقيته عند قادة المعارضة السورية

Politico – ترجمة بلدي نيوز
في الوقت الذي تدفع فيه إدارة أوباما إلى السلام في سوريا، يبدو أن مصداقيتها تنهار بين قادة المعارضة السورية، وكثير منهم في شك متزايد أن الولايات المتحدة جادة في إنهاء حكم الديكتاتور بشار الأسد.
فالتوترات التي تغلي قبيل محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة الجمعة في جنيف، قد ألحقت أضراراً بالغة بفرص النجاح المتدنية للمحادثات، ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية ومحللين على مقربة من المعارضة السورية، أنه إن تلاشت المحادثات أو انهارت فمن شأنها تقويض إرث السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، والتي بالفعل قد شوهت من قبل بسبب إراقة الدماء التي لا نهاية لها في سوريا، كما أنها ستزيد من تعقيد هدف الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية المطاف، والتي أعطت التنظيم الإرهابي المساحة ليزدهر والمصدر ليجند مقاتلين إضافيين.
وقال "أندرو بوين"، وهو زميل بارز في مركز نيكسون، ولديه اتصالات مع جماعات المعارضة السورية: "لقد أعرب عدد من قادة المعارضة عن شعورهم بأن الولايات المتحدة لا تتصرف كوسيط نزيه وأنهم قد فقدوا كل الثقة والإيمان في قدرة الولايات المتحدة على الوفاء بمسؤوليتها للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة في سوريا".
وفي الأيام القليلة الماضية، ذهب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومساعدوه إلى الرياض، وشارك في سلسلة من المكالمات الهاتفية، وأصدر بيانات عامة في محاولة لإقناع زعماء المعارضة لحضور محادثات يوم الجمعة، لكن قادة المعارضة، من خلال التصريحات العلنية الخاصة بهم، والتي سربت إلى الصحافة أبدوا قلقهم من أن الولايات المتحدة قد رضخت لمطالب اثنين من رعاة الأسد الرئيسيين، وهما روسيا وإيران.
فكل من روسيا وإيران لها وجود عسكري كبير في سوريا، وهما من ساعدا الأسد على تحقيق مكاسب في الأسابيع الأخيرة، في حين كان دور الولايات المتحدة محدوداُ جداً انحصر في عمليات خاصة وضربات جوية استهدفت تنظيم الدولة التي تحكم أجزاء كبيرة من سوريا والعراق.
وقال خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، في بيان يتساءل عن نوايا الولايات المتحدة "لم يقدم السيد كيري أي وعود، كما أنه لم يضع أي مبادرات إلى الأمام".
وأضاف خوجة: "لقد كان كيري لفترة طويلة يوصل رسائل مشابهة لتلك التي صيغت من قبل إيران وروسيا، والتي تدعو إلى إقامة حكومة وطنية والسماح لبشار الأسد بالبقاء في السلطة وإعادة انتخابه".
ومن بين العديد من التقارير والمعلومات التي نشرت وبعضها كانت متضارباً هي تلك التي تقول: "إن كيري قد حذر قادة المعارضة بفقدان الدعم الدولي في حال عدم حضورهم محادثات يوم الجمعة".
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي يبدو فيه أن الولايات المتحدة باتت تتراجع عن مطالبتها للأسد بالتنحي، مما يشير إلى دعمها لفكرة وجوده لفترة انتقالية.
من جهته، نفى وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" أن الولايات المتحدة قد هددت المعارضة بفقدان الدعم –وأصر- على أن الإدارة مستمرة في الإصرار على أن الصراع السوري لن ينتهي طالما بقي الأسد في السلطة.
لكن كيري أيضاً حذر من أن التعليقات الواردة من مجموعات المعارضة ينبغي أن تؤخذ ضمن السياق فهناك الكثير من الفصائل في سورية، والكثير من المصالح المختلفة، وأضاف أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم.
كما صرح للصحفيين أثناء زيارة "لاوس" في وقت سابق من هذا الأسبوع "إن موقف الولايات المتحدة ثابت ولم يتغير، فنحن ما زلنا ندعم المعارضة سياسياً ومالياً، وعسكرياً"، وأضاف: "لكنهم يجب أن يكونوا جادين، وإلا سوف تستمر الحرب، فيمكنك أن تحضر الحصان إلى الماء ولكن لا يمكنك إرغامه على أن يشرب".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية "مارك تونر" يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة تحث المعارضة السورية على حضور المحادثات "دون شروط مسبقة" من أجل اغتنام الفرصة لمعرفة مدى جدية حكومة الأسد بالسلام.
وأعلن التجمع الرئيسي لقادة المعارضة، والمعروف باسم لجنة المفاوضات العليا، في وقت متأخر يوم الثلاثاء بأنهم لن يحضروا المحادثات ما لم تستجب حكومة الأسد لعدة شروط، بما في ذلك رفع الحصار على أجزاء من البلاد، ومع ذلك، ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية حضورهم.
وفي الوقت نفسه، وافقت الحكومة السورية على المشاركة في محادثات جنيف، ومن المرجح أن تتكون الجلسات من "محادثات تقارب" مما يعني أن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا سوف يقوم بنقل وجهات النظر بين اللاعبين الرئيسيين بدلاً من وضع الجميع في نفس الغرفة.
وتشمل أصحاب المصلحة في الحرب السورية عدد من البلدان على خلاف مع بعضها البعض، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي تساعد بالتنسيق مع المعارضة السورية، وقد قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بعد إعدام الرياض لرجل دين شيعي، وهجوم متظاهرين إيرانيين على السفارة السعودية في طهران.
كما أن لدى الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا مخاوف متزايدة من الإجراءات العسكرية الروسية نيابة عن الأسد، ويوم الثلاثاء، أصدر مسؤول بريطاني بياناً قاسياً بعد أن استولت القوات السورية المدعومة من روسيا على بلدة جنوب سورية وتدعى "الشيخ مسكين"، والتي كانت تحت سيطرة جماعات المعارضة المعتدلة، وقال "إن سقوط منطقة الشيخ مسكين بيد قوات النظام اليوم يكشف نفاق التدخل الروسي في سورية وحقيقة استهدافه للمعارضة المعتدلة".
وقال غاريث بايلي، الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سوريا "من خلال الاستمرار في دعم النظام في قصفه للمعارضة المعتدلة، روسيا تخاطر بعمليتها الهشة بالمفاوضات بالشأن السوري".
هذا ومن المتوقع أن تستمر المحادثات لمدة ستة أشهر على الأقل، وذلك بهدف إنشاء وقف إطلاق نار وتحقيق تسوية سياسية، بما في ذلك إجراء انتخابات جديدة في سوريا، حيث قتل حوالي 250.000 ألف شخص في ما يقرب خمس سنوات من الحرب.
وكان من المفترض أن يعقد اجتماع هذا الأسبوع يوم الاثنين، ولكن حصل تأخير بعد تذمر المعارضة، وكان دي ميستورا قد أرسل الدعوات يوم الثلاثاء، لكنه لم يقل من كان على القائمة.
الخلافات التي ظهرت قبل المحادثات هي جزئياً بسبب الشروط المسبقة للمحادثات، فالمعارضة، على سبيل المثال، تريد من الحكومة السورية وقف قصف المدنيين، كإحدى الخطوات لإعادة بناء الثقة، ولكن هناك أيضاً اختلافات حول من ينبغي أن يسمح له بالمشاركة بالمحادثات، فتركيا تعترض على مشاركة الأكراد السوريين الذين استولوا على مساحة كبيرة من الأراضي في سورية، فيما تصر روسيا على أن الأكراد يجب أن يكون لهم دور.
فيليب غوردون، وهو المنسق السابق في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، حذر من أن يأتي اجتماع يوم الجمعة بنتائج عكسية وقد جادل بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون لها الأولوية.
وقال روبرت فورد، السفير السابق للولايات المتحدة في سورية "إن الولايات المتحدة لديها نفوذ ضئيل نسبياً في المحادثات، وذلك جزئياً بسبب عدم استعداد إدارة أوباما للعب دور عسكري أكبر في سوريا حتى لو كان ذلك يعني مجرد إرسال المزيد من الدعم الى الجماعات المعتدلة السورية لمحاربة الأسد"، وأضاف "ومن ناحية أخرى، لعب الأسد دوراً أقسى عندما لم يسمح للأمم المتحدة بإرسال مساعدات إنسانية إلى بعض المناطق المحاصرة.

وأردف فورد "يتعين على الأميركيين أن يدركوا أن لديهم مشكلة مصداقية مع الشعب السوري، فالكلمات لا تعني الكثير، ويجب على الولايات المتحدة الضغط على كلا الجانبين للمساعدة في تقديم تنازلات للتوصل الى اتفاق سياسي".

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//