بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تصاعدت حدة التوتر بين قوات سورية الديمقراطية "قسد"، التي تهيمن عليها "وحدات الحماية الكردية" من جهة، و"لواء ثوار الرقة" الذي يتكون من العرب من محافظة الرقة، في محاولة مستمرة من "قسد" لإخضاعه والهيمنة على المنطقة وإنهاء كل صوت يعارضها في تصرفاتها، وممارساتها، لاسيما في المناطق العربية، لتشهد المحافظة ما يشبه "الحرب الباردة"، التي لن تستمر طويلاً.
الاشتباكات الحاصلة اليوم في مدينة الرقة، ليست الأولى بين الطرفين، مع استمرار التحرشات من قبل "قسد" بعناصر اللواء وقياداته، حيث شهدت المدينة اشتباكات قبل مدة، انتهت بتدخل ممثلين عن التحالف الدولي الداعمين لوجود اللواء في المدينة، وهو ما يعيق "قسد" من إنهاء وجود الفصيل والخلاص منه، كونه يشكل حجر عثرة أمامها في التحكم والسيطرة.
وشهدت المحافظة سلسة اشتباكات بين الجانبين، جرت في كانون الأول عام 2016، على خلفية اعتقالات نفذتها عناصر "قسد" بحق عناصر من اللواء، تطورت لاشتباكات مسلحة بين الطرفين في قرية "الجرن" بريف الرقة.
وتتخوف "قسد" بعد سيطرتها على مدينة الرقة، التي تعتبر مركز الثقل الشعبي الأكبر للواء "ثوار الرقة" من تنامي قوة اللواء، ودعم المكونات العربية له، وبالتالي تحوله لمصدر قلق وطرف يعارض ممارساتها بحق المدنيين ومقدرات المنطقة.
هذه العوامل مجتمعة تدفع بـ "قسد" لمواصلة التحرش به، وتهيئة الأجواء لإنهاء المكون العربي صاحب الثقل الشعبي الأكبر في المدينة.
وتعود الخلافات و"الحرب البادرة" بين الطرفين، إبان تشكيل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وبروز "وحدات الحماية الشعبية" كموجه رئيسي فيها، ورفض اللواء الانضواء في صفوفها، وما تلاه من محاصرة لـ اللواء في "تل أبيض" والتضييق على عناصره لإجباره على الدخول في صفوفها بدعم من التحالف الدولي، وبالتالي حفاظ اللواء على قوة تدعمه في وجه رغبة "قسد" في الهيمنة وإنهاء كل من يخالف توجهاتها.
وكان لموقف العشائر العربية في المنطقة الشرقية الداعم لثوار الرقة، دورا في تعزيز مخاوف "ٌقسد"، والتي دفعت لتفكيك هذه العشائر الرافضة لممارساتها بحق المدنيين وأرزاقهم، وعمليات الاعتقال والتهجير التي مارستها في مناطق ريف الرقة، إبان سيطرتها عليها، لتستمر الحرب الباردة ضد اللواء لتقويض قوته ونفوذه، ومنعه من التحول لقوة تهدد مصالحها.
ويعتبر لواء ثوار الرقة من أوائل الألوية العسكرية التي تشكلت في بدايات الحراك الثوري، وكان له دورا بارزا في تحرير مدينة الرقة من قبضة قوات النظام في 2013، ومن تم تحرير عدة قطع عسكرية منها اللواء 93 وسلوك وعين عيسى، وكذلك خاض عشرات المعارك ضد تنظيم "داعش"، الذي لاحق عناصره فيما بعد، كما شارك اللواء بمعارك غرفة عمليات "بركان الفرات" التي حررت ريف حلب الشرقي من قبضة تنظيم "داعش".
ويحظى اللواء بشعبية كبيرة بالرقة، إلا أن ممارسات "قسد" وتضييقها وعمليات التهجير التي مورست بحق العرب، تحول دون تمكينه من النهوض.