بلدي نيوز – (أنس السيد)
أظهرت التصريحات الأمريكية مؤخراً، تأييدها المطلق لاستقرار منطقة "حفض التصعيد" جنوب سوريا، وحذرت من مغبة خرقه، وإدراك الحجم الحقيقي للمنطقة الجنوبية، وأهميتها الاستراتيجية للأطراف الدولية، وخطورة الإقدام على خرق الاتفاق الذي يجنبها التصعيد.
لكل الأطراف ومنها أمريكا حساباتها الخاصة، المرتبطة بمصالحها مباشرة أو بمصالح "إسرائيل"، ولعل الضربات الجوية التي تكررت في الأشهر الأخيرة على مواقع النظام، والميليشيات الإيرانية، دفعت بهم للتفكير مليا قبل الإقدام على أية حركة، قد تجعلهم في مواجهة مباشرة مع الحليفين الأمريكي والإسرائيلي.
يقول "حازم أحمد" الناشط الإعلامي من مدينة درعا لبلدي نيوز، "جميعنا يعلم أن الحرب التي يشنها النظام في سوريا على الشعب، مرهونة بحجم التخاذل الدولي، والتغاضي عن الجرائم التي يرتكبها النظام في أية حملة".
وأضاف، "تسليط الضوء من قبل أمريكا على اتفاق "خفض التصعيد"، وتحذير النظام من ارتكاب أية حماقة، يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد هدوء حذراً بعيداً عن ضوضاء المعارك".
وفي السياق؛ قال مصدر عسكري معارض، حول البيان التحذيري "إذا أردنا قراءة ما بين السطور، فهذا بيان يمهلكم مدة أسابيع قليلة، كي تتجهزوا للملحمة الكبرى في أرض حوران"، بحسب وصفه.
وأضاف، "إذا كان العراب الأمريكي قد خدم الجنوب في أبعاد الإيراني والروسي عن هذه الملحمة، لن يمانع أي تمدد لقوات الأسد، وبسط سيطرته على المنافذ الحدودية، بعد أخذ تنازلات ومواثيق تخص "إسرائيل"، وتنظيم "داعش"، والتعاون في مجال الملفات الأمنية الدولية والمياه وحقول الغاز في المتوسط والبادية".
وأوضح أن فصائل الجيش الحر في جنوب سوريا، لطالما أبدت استعدادها للتصدي لأية حملة عسكرية للنظام، وصرحت بذلك مراراً وتكراراً، على الرغم من اعتبارها أن حجم الضخ الإعلامي تجاه الجنوب، يعطي الانطباع بأن المعركة حقيقة".
ولفت إلى أن ذلك بهدف انتزاع ما يمكن من مصالحات، دون اللجوء إلى أي عمل عسكري سيكون تواجد ميليشيات إيران فيه، أحد أهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتراه بمثابة خرق للاتفاق الدولي في المنطقة.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورث، قد قالت في بيان، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، "إن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة ردا على انتهاكات نظام الأسد، بوصفها ضامنا لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن.