بلدي نيوز - إدلب (محمد العلي)
تتفاقم معاناة الأهالي في المناطق المحررة مع بداية كل صيف، لتأمين الثلج "البوظ" لمواجهة درجات الحرارة العالية، وانقطاع الكهرباء، حيث باتت تجارة "الثلج" رائجة في هذه المناطق والطريقة الوحيدة لمواجهة هذه الأزمة.
وقال "أكرم المصري" أحد أهالي البلدة، "في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وقلة ساعات الاشتراك المتوفرة بالأمبيرات، واقتصارها على ساعات الليل، نضطر لشراء الثلج بشكل يومي خلال فصل الصيف".
وأوضح "المصري" في حديث لبلدي نيوز، أن كل منزل يحتاج إلى نصف قالب ثلج بشكل يومي، ويتراوح سعره بين 300 و400 ليرة، ويتضاعف السعر في موجات الحر بسبب احتكار الباعة له من ناحية، وعدم اكتفاء السوق من ناحية أخرى".
وأضاف، "حاولنا البحث عن حلول بديلة، كتشغيل البرادات المنزلية على كهرباء الطاقة الشمسية، لكن التكاليف كانت باهظة، وشراء الثلج أوفر بكثير من تركيب مجموعة شمسية، قد تبلغ كلفتها 1400 دولار أمريكي".
"أبو محمد" صاحب معمل ثلج افتتحه حديثاً، قال لبلدي نيوز "بلغت تكلفة تركيب المعمل حوالي 30 ألف دولار أمريكي، وذلك ثمناً للمعدات، وتحتاج كل وجبة قوالب وعددها 120 قالب، إلى برميل واحد من الديزل، وخزان مياه واحد، ويعادلان 50 ألف ليرة سورية، ويضاف إليها أجور 5 عمال حوالي 20000 يومياً".
وأوضح أن المعوقات التي تواجههم هي عدم استقرار سعر الديزل، وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى زيادة الوقت لاستخراج الثلج، ما يعني زيادة التكلفة، وتلف القوالب بنسب متفاوتة أثناء استخراجها من حوض التجميد، ونقلها إلى السيارات أو الحافظات.
وأشار إلى أن الباعة يقومون بنقل الثلج من المعامل إلى الأسواق بسيارتهم الخاصة، ويباع القالب الواحد بسعر 500 إلى 700 ليرة، حسب حجم القالب.
ولفت إلى أن الطلب على قوالب الثلج يزداد في شهر رمضان، وخلال الساعات التي تسبق الإفطار.
من جانبه قال الممرض "إبراهيم الحسن" حول الموضوع، "نواجه العديد من حالات التسمم والإسهال في فصل الصيف، يعود سببها لشراء الثلج الصناعي، ومع كل عملية تحليل لعينات الثلج كنا نجد أن المياه ملوثة، أو غير معقمة بمادة الكلوريد المخصص لمياه الشرب".
وأشار "الحسن" أنهم أطلقوا في الصيف الفائت حملة توعية، وتعريف بمخاطر استخدام المياه غير المعقمة في تصنيع قوالب الثلج، استهدفت مالكي المعامل في المنطقة، الذين أبدوا تجاوباً، وعملوا على تركيب أجهزة تحليل المياه وتعقيمها، ونوه أنه لم تسجل هذا العام أية حالة مرضية سببها الثلج الصناعي".
وتشهد محافظة إدلب انقطاع التيار الكهرباء منذ ثلاث سنوات، وتقتصر خدمة الكهرباء على اشتراكات منزلية عبر مولدات ضخمة، تعمل بالديزل، ويقتصر عملها على إنارة المنازل، والأسواق، وشحن المدخرات، ما يدفع الأهالي لايجاد حلول بديلة، تعوض هذا النقصان في كافة المجالات التي تستدعي وجود التيار الكهربائي.