بلدي نيوز - حماة (شحود جدوع)
غابت الأجواء الرمضانية عن ريف حماة الشمالي، للعام السادس على التوالي، جراء القصف اليومي الذي تتعرض له مدن وقرى الريف، فضلا عن نزوح معظم الأهالي إلى مناطق أخرى، بحثا عن مناطق آمنة في الشمال السوري.
"مهند المبارك" من مدينة "كفرزيتا" بريف حماة الشمالي، قال لبلدي نيوز "إن مدينتي استفاقت في اليوم الأول من رمضان على استشهاد رجل وزوجته، بسبب القصف المدفعي من حواجز النظام على البلدة، ما جعل من مدينتنا تتشح بالسواد مطلع هذا الشهر".
وأضاف، "لم نشهد للعام السادس على التوالي، أجواء رمضانية في البلدة، كالأسواق، والبسطات، والمأكولات، والمشروبات الرمضانية التي تنتشر في معظم المناطق في مثل هذه الأيام، واقتصرت على بعض المحال التجارية المتفرقة في الأحياء المأهولة".
وأشار "المبارك" إلى أن مآذن المدينة اُسكتت ودمرت جوامعها بمعظمها، ولم تقم في أي منها صلاة "التراويح"، أو صلاة جماعة، مؤكداً على أن الأمر قد لا يختلف كثيراً في مدينة "اللطامنة" المجاورة.
أما في مدينة "مورك" التي ثبتت فيها القوات التركية نقطة مراقبة؛ قال الناشط "شادي أبو كرم" لبلدي نيوز، "غابت الأجواء الرمضانية عن المدينة بالرغم من حالة الأمان التي تنعم بها، وعدم تعرضها للقصف"، وعزى ذلك لعدم إقبال أهالي المدينة على العودة إليها، بسبب الدمار الكبير في المنازل، وعدم توفر الخدمات الأساسية من ماء وخبز وكهرباء.
وأوضح أنه عاد إلى المدينة حوالي ٧٠٠ عائلة، معظمهم من العائلات الفقيرة التي أعيتها تكاليف النزوح، يتزامن ذلك مع معاناتهم من جراء امتناع أصحاب رؤوس الأموال والتجار من أبناء المدينة عن العودة، وفتح محال تجارية وأسواق ومطاعم.
وأشار إلى أن أهالي المدينة لازالوا حتى اليوم، يذهبون لشراء حاجياتهم الأساسية من مدينة "خان شيخون" التي تبعد حوالي ١٠ كم عن مدينتهم.
يذكر أن أكثر من ٢٠٠ ألف مدني مهجر من ريف حماة الشمالي، لا يزالون بعيدين عن قراهم منذ ست سنوات، بسبب آلة النظام الحربية التي قتلت الآلاف منهم في منازلهم، ومدنهم، ولاحقتهم حتى في مناطق نزوحهم، وتسببت باستشهاد وجرح المئات منهم.
وتتعرض مدينتي "كفرزيتا واللطامنة"، والقرى والمزارع التابعة لها، منذ مطلع العام ٢٠١٣ وحتى اليوم، لقصف متواصل من قبل النظام وروسيا.
