بلدي نيوز- الحسكة(عمر الحسن)
استشهد ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون بجروح، مساء الأحد الفائت، جراء انفجار قرب مقهى ستار بحي الوسطى ذو الاغلبية السريانية في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
وتبنى تنظيم "الدولة" عبر وكالة أعماق التابعة له التفجير، لكن البيان حمل تاريخ 13 ربيع الثاني 1437هـ ، رغم التفجير حصل بعد يوم من التاريخ السابق، كما زعم تنظيم "الدولة" إن الهجوم نفذ بالأحزمة الناسفة، بينما قالت ميلشيا السوتورو التي تسيطر على الحي أن التفجير حصل بواسطة دراجة نارية مفخخة.
قوات الآسايش التابعة للإدارة الذاتية الكردية قالت في بيان لها، يوم أمس، إن ميلشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام هي المسؤولة عن التفجير، فضلاً عن تفجيرات رأس السنة التي ذهب فيها نحو 15 ضحية وعشرات الجرحى عقب ثلاث تفجيرات استهدفت مناطق السريان بالقامشلي.
بدورها المنظمة الآشورية الديمقراطية لم تقتنع بالرواية الرسمية التي أصدرتها الإدارة الذاتية في المدينة، وطالبت في بيان نشرته يوم أمس "بمراقبين دوليين في الجزيرة (الحسكة) لتحديد الجهات التي تقف وراء الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها السريان الآشوريين".
واعتبرت المنظمة أن التفجير يندرج "ضمن سلسلة جرائم تعرض لها السريان الآشوريين والمسيحيين عموما، بهدف تهجيرهم، وأنها جاءت لضرب السلم الأهلي وضرب عوامل الثقة بين مكونات المنطقة".
وأكدت أن المنظمة في بيانها أن "من يقف خلف هذه الاعتداءات، يستهدف ضرب السلم الأهلي في منطقة الجزيرة السورية، وتفتيت النسيج المجتمعي لمكوناتها الدينية والقومية، وزعزعة ثقة هذه المكونات بعضها ببعض تمريرا لمخططات عنصرية شريرة".
من جانبه الباحث في الشأن الكردي مهند الكاطع من مدينة القامشلي، قال لبلدي نيوز: "إن ملابسات التفجير الأول لا تختلف عن ملابسات التفجير الثاني، والشكوك تدور حول النظام وقوات صالح مسلم في الاستفادة من كلا التفجيرين واستثمارهما سياسياً وعالمياً.
وتابع الكاطع ، إن الطواقم الإعلامية التابعة للنظام و الإدارة الذاتية كانتا موجدتان في منطقة التفجرات، التي استهدفت حي مسحي قبل وقوعها ، و أوضح: أن التفجير الأول الذي حدث في رأس السنة سبقه تحذير من ميلشيات الإدارة الذاتية من وقوع التفجيرات، مع ذلك هاجمت هذه الميلشيات التي الحواجز الإسمنتية التي وضعها أبناء الحي لحماية الحي بعد التفجيرات.
وعن اتهام ميلشيا الدفاع الوطني بالضلوع في التفجير قال الكاطع: "إنه في الوقت الذي فرضت فيه حواجز اسمنتية لمحاصرة الأحياء العربية، وبعد احتجاجات ابناء الأحياء العربية التي قوبلت بالرصاص الحي ، استثمرت التفجير الثاني لتوجيه اصابع الاتهام لحلفائهم في "الدفاع الوطني" بتنفيذ التفجيرين لتكون هناك ذريعة للاستمرار بمحاصرة الأحياء العربية، والتضيق على الناس لتهجيرهم.
تجدر الإشارة إلى أن ناشطون سريان من الحسكة يحمّلون الأذرع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مسؤولية التخلي عن مناطقهم، بعد التحرش بتنظيم "الدولة" ثم الانسحاب أمامه أثناء هجومه على قرى الخابور في محيط بلدة تل تمر في شباط/ فبراير 2015، بهدف تصوير انفسهم كقوات ديمقراطية تدافع عن الأقليات والحصول على مزيد من الدعم، بينما يقول الناشطون العرب في الحسكة إن ميلشيات الإدارة الذاتية قامت بتهجير الآلف من العرب تحت ذريعة تأييد ويستندون في ذلك على تقرير لمنظمة العفو الدولية قالت فيه الوحدات الكردية ارتكبت جرائم " قد ترقى لجرائم حرب" العام الفائت، ولا يخوفون خوفهم من تهجير العرب في القامشلي بحجة "الدفاع الوطني" هذه المرة.