بلدي نيوز – ريف اللاذقية (أبو عمار اللاذقاني)
تتعرض القرى في ريف اللاذقية لإبادة جماعية وحملة تهجير قسري، بسبب قصف الطيران الروسي وقوات النظام المتكرر واليومي على القرى إلى أن دُمر العديد منها.
ويتبع الطرفان سياسة الأرض المحروقة بريف اللاذقية، من أجل إحراز تقدم جديد يرفع من معنويات مقاتليهم المحبطة، بحسب رأي محللين عسكريين، لكن بالمقابل تُقتل أرواح عدة ويهجر مدنيون رغماً عنهم، ويتقدم النظام المدعوم بالميليشيات الأجنبية الروسية والإيرانية.
"أبو عارف التركماني"، وهو أحد أهالي المنطقة في ريف اللاذقية، قال لبلدي نيوز: "أتت روسيا لسوريا بحجة حماية الأقليات ومحاربة تنظيم (الدولة)، وبدأت منذ ثلاثة أشهر باستهداف قرانا التي تعرضت إلى دمار واسع بنسبة 80%، حيث دمرت جميع المساجد في جبل التركمان لذات الحجة".
ويضيف: "فتحت روسيا الطريق لقوات النظام وميلشياته بالتقدم واحتلال قرانا جميعها وتهجيرنا منها، حيث سيطرت على قرى بيت عوان والتفاحية وسرايا والحلوة وبيت عرب وقرية ربيعة التي تعرف بأغلبيتها التركمانية".
وتحاول قوات النظام خلال أربع سنوات التقدم باتجاه قرى جبل التركمان، التي أغلب مقاتليها هم من سكان المنطقة الذين يدافعون عن أراضيهم، ولم تستطع خلال الفترة الطويلة الماضية أن تتقدم سوى بضعة أمتار حسب رأي ناشطين في المنطقة.
لكن بعد التدخل الروسي وتقديم الميليشيات الروسية والعراقية عوناً للنظام، إضافة لاستخدام أسلحة متطورة ومحرمة دولياً كالعنقودي، استطاعت التقدم بعد معارك عنيفة على مدى الثلاثة أشهر الماضية.
"عمار"، أحد سكان جبل التركمان يقول لبلدي نيوز: "قوات النظام دخلت قريتنا في جبل التركمان، وبدأت بإحراق الأراضي العائدة لتركمان معارضين، وبدأت بسرقة بيوتنا بالكامل، حيث كنا نراقب قريتنا عن بعد، ووجدنا عربات عسكرية روسية وسيارات زيل تقدمت وبدأت بحمل محتويات بيوتنا".
ويتابع عمار: "في قرية ربيعة التي تعد السيطرة عليها بمثابة قطع الطريق الإنساني الواصل بين ريف اللاذقية والحدود التركية، يتواجد فيها أكثر من 25 مخيماً، يضم خيماً للاجئين الهاربين من العمليات العسكرية".
واستطاعت قوات النظام السيطرة على 95% من قرى جبل التركمان بعد اعتماد حلفائها على سياسة الأرض المحروقة في المنطقة، غير أن الضحية الرئيسية هم مدنيون لا حول لهم ولا قوة.