بلدي نيوز-درعا (ميار حيدر)
يسعى تنظيم "الدولة" منذ عدة أشهر للتمدد بشكل خفي في أرياف درعا وخاصة في ريفيها الشرقي والغربي، محاولاً استقطاب الحاضنة الشعبية في تلك المناطق، مستعيناً بالعديد من العوامل المحلية والخارجية، من أبرزها التشتت الأمني الحاصل في المنطقة وفقدان بعضاً من الثقة بين الأهالي والجبهة الجنوبية، بسبب اختباء قادة الجبهة الجنوبية في الأردن منذ ما يقارب العام.
ومن الأسباب التي يعتمد عليها التنظيم أيضاً، هي موارده الضخمة من البترول في الشمال السوري، حيث بدأ بكسب الحاضنة الشعبية في درعا من خلال تزويدها بالمحروقات بأسعار تعتبر رمزية للغاية أمام أسعار المحروقات القادمة من مناطق سيطرة النظام.
منطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي من درعا تعتبر المركز الرئيسي للتنظيم، وبحسب الناشط الإعلامي "غيث الدرعاوي" فإن اللجاة تعتبر نقطة التموضع الوحيدة للتنظيم في درعا بشكل علني، إلا إن التنظيم يتمدد في المحافظة بطرق سياسية ومعيشية لا عسكرية، كما إنه يتجنب مقارعة الجبهة الجنوبية في الكثير من الأحيان.
وأضاف الدرعاوي "ألوية العمري التابعة للجبهة الجنوبية هاجمت مقرات التنظيم في قرية (حوش حماد) عدة مرات، قتلت خلالها عدد من عناصر التنظيم وجرحت عدد آخر، إلا إن التنظيم نجح بضبط صفوفه، واستطاع تجنيد العديد من أبناء المنطقة، مستغل تضاريس القرية الطبيعية الأكثر وعورة وصعوبة في منطقة اللجاة".
مصادر محلية أكدت بدورها تمدد التنظيم باتجاه مختلف، حيث بدأ بالتمدد باتجاه شمال السويداء وشرق خلخلة وصولا لآبار القصب، بعد التعزيزات التي وصلتهم من الرقة بقوام 200 مقاتل تقريبا.
في حين يرى مراقبون بأن مساعي التنظيم في التمدد بأرياف درعا سببه ومكمن جوهره، هو الحصول على الدعم الغذائي له في الرقة وحمص وبقية المناطق التي يسيطر عليها، إذ إن درعا تعتبر من أكثر الأراضي السورية خصوبة زراعية إضافة للقمح والمساحات الشاسعة المخصصة لزراعته.