بلدي نيوز - خاص
دير الزور المدينة القلب في شرق سوريا، تشهد اليوم أعنف المعارك المفصلية في تاريخها، حيث تستعر الآن في محيط المدينة معركة غير مسبوقة التفاصيل على ما يبدو، وهي مختلفة جداً عن ما سبقها من معارك.
فبناء على عدد من المصادر من داخل المدينة، انسحبت معظم قوات النظام في عدة مناطق غربي المدينة من خطوطها ومواقعها، حيث لم تشهد المدينة هذا المستوى من الانسحاب لقوات النظام سابقاً.
فتراجع قوات النظام وميليشيات (الدفاع الوطني) من جبهات البغيلية وجمعية الرواد ومعسكر الطلائع، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها، وانهيار المعنويات لدى عناصر النظام، تاركاً الطريق مفتوحاً باتجاه الأحياء التي يسيطر عليها دون حماية، ما يشير لمستوى الانهيار العسكري والنفسي لقوات النظام، حيث خسر خلال معارك الأيام الثلاثة الماضية عدداً يتجاوز 200 عنصراً على أقل تقدير، بين قتيل وأسير عدا عن العشرات من العناصر المفقودين.
وبحسب المصدر فإن الانسحاب على الأرجح باتجاه المطار العسكري، حيث تسيطر قوات النظام على قوس يمتد من المطار العسكري مروراً بالجبل المحاذي للمدينة، وصولاً إلى منطقة اللواء 137 وأحياء الجورة والقصور، ثم البغيلية ومستودعات عياش، التي خسرها النظام خلال اليومين الماضيين، ما يجعل النظام قد خسر قسماً كبيراً من المنطقة التي يسيطر عليها في دير الزور.
حيث يعتمد النظام بشكل أساسي على الضربات الجوية في دعم قواته، ويضيف المصدر أن الحركة معدومة داخل الأحياء المدنية التي يسيطر عليها النظام، حيث يلتزم المدنيون بيوتهم بانتظار ما ستسفر عنه المعارك في الساعات القادمة.
وأكد المصدر الأنباء التي تتحدث عن مقتل العشرات من عناصر النظام في معارك اليومين الماضيين، علاوة عن انقطاع الأخبار عن العشرات، في حين يستمر الهجوم على عدة جبهات في المدينة وضواحيها.
يوجد هناك تكتيك عسكري مهم يستخدم خلال معارك دير الزور، يتمثل بمحاولة دفع قوات النظام للتجمع في المطار العسكري، الذي يعتبر ملاذ النظام الأقوى والأكثر تحصيناً، وتهبط فيه طائرات الاليوشن التي يعتبرها جنود النظام مخرجهم الوحيد من المدينة.
ما سيخفف رغبة جنود النظام بالمقاومة، ويسهل هروبهم من المناطق التي يدافعون عنها، إضافة لإمكانية إجلاء قسم منهم عبر المروحيات التي تهبط في اللواء 137 ما يدفعهم للرغبة بالهرب أكثر من القتال بعد أنهيار روحهم المعنوية الواضح.
فالسيطرة على المطار أولا تعني أن الجنود سوف يقاتلون لفترة أطول، وبيأس أكثر لانهم يعلمون مصيرهم المحتوم، وبخاصة بسبب عدم وجود مناطق قريبة للنظام يستطيعون اللجوء إليها، فمواقع النظام في دير الزور تشبه الجزيرة وسط بحر شاسع، ومطار دير الزور هو المخرج الوحيد لهذه الجزيرة التي يوشك أن يبتلعها البحر.
صفعة تاريخية
بعد تدخل الطيران الروسي ووضع بوتين كامل ثقله وطموحاته في الملف السوري، فخسارة مدينة دير الزور من سيطرة النظام سيعتبر ضربة كبيرة للروس قبل النظام، ويعني فشل الروس في تحقيق أهداف عمليتهم في سوريا، وبخاصة إذا ترافقت تلك الهزيمة مع استعادة الثوار للمناطق التي خسروها في سلمى ومحيطها وجبلي التركمان والأكراد.
قد تنعكس العمليات في دير الزور إيجاباً على ثوار الساحل، بسبب تكثيف الطيران الروسي عملياته تجاه دير الزور، ما يعني تخفيف الضغط ولو نسبياً عنهم، ما يعطيهم فرصة لتنفيذ هجوم معاكس تجاه قوات النظام في الجبلين.
وهذا ما يبدو أنه يحدث فعلياً بالاستفادة من مجموعة عوامل من بينها توجيه الطائرات الروسية تجاه دير الزور، فبعد دير الزور نسبياً عن حميميم يخفض عدد الغارات التي تستطيع الطائرات الروسية تنفيذها انطلاقاً منه.
ما يبرر التوجه الروسي نحو نشر طائراتها في مطارات حمص، التي تعتبر نقطة مركزية لتوجيه طائراتها تجاه أي منطقة في سوريا، إضافة لتسريبات عن اهتمامها بمطار خلخلة ومطار القامشلي.