بلدي نيوز - حمص (محمد أنس)
تزداد المخاوف لدى ما يقارب 250 ألف مدني محاصرين في ريف حمص الشمالي من قبل قوات النظام، التي تعمل على محاربتهم بالغذاء والماء بغية الحصول على تنازلات وإخراجهم من الريف الحمصي، وتحقيق تغيير ديمغرافي جديد في المنطقة عقب ما حصل في حمص القديمة في الأشهر السابقة.
اقتراب قوات الأسد من حصار المدنيين، جعل الأهالي تتهافت على أسواق مدن وقرى ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار، حيث شهدت الأسواق إقبالا شديدا على شراء المواد الغذائية، إثر إغلاق قوات النظام طرق التهريب التي كانت تدخل المواد عبرها.
أحد سكان مدينة الرستن بين أن النظام أغلق كافة طرق التهريب المارة بقرى ريف حماة الجنوبي بعد سيطرته على هذه القرى، مؤكدا أنه أغلق آخر طريقين بشكل كامل أمس، وهما طريق تل عمري شرق الرستن وطريق حربنفسه شمال غرب منطقة الحولة، ما تسبب بحالة خوف لدى الأهالي من انقطاع المواد، ما دفعهم لـ "التهافت" على الأسواق لشراء وتخزين ما يستطيعونه خشية حصار طويل، بحسب ما أكده مكتب أخبار سورية.
بدوره، قال التاجر عدي أبو فايز من مدينة تلدو بسهل الحولة إن الأهالي توافدوا على المحال التجارية في المدينة بشكل غير مسبوق، مبينا أن المبيعات تركزت على المواد الغذائية ولا سيما السكر والأز والطحين رغم ارتفاع سعرها، موضحا أن المواد بدأت تنقطع من الأسواق بعد إغلاق الطرقات وإقبال الأهالي على الشراء بـ "كثافة".
من جانبه أكد الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي" عن انقطاع شبه تام للمحروقات في ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار، والمحاصر منذ قرابة أربع سنوات، في حين تسعى بعض العائلات للنزوح عن بلدة الحولة بريف حمص عقب زيادة أطواق الحصار المفروض عليها من النظام والمليشيات المساندة له، في ظل توافد آلاف النازحين من ريف حماة، ما يعني زيادة الوضع تعقيدا.
وكانت قد قصدت عائلات من ريف حماة الجنوبي الطرق الوعرة لبلوغ مدينة الحولة بريف حمص الشمالي، كونه الطريق الوحيد المتاح أمامها، فيما تعاني تلك العائلات من مشقات كبيرة في أثناء عملية النزوح بسبب الوحل والطين الناتج عن الأمطار، الأمر الذي أدى إلى فقدان بعض العائلات لأطفالها الصغار في أثناء الانتقال من قرية إلى أخرى.
ويأتي هذا بينما لا تزال الفصائل المقاتلة تخوض معارك عنيفة في ريف حماة لمحاولة صد قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، تحت غطاء الطيران الروسي، كما تشهد مناطق المواجهات والأحياء السكنية هجمات صاروخية عنيفة لم تتوقف منذ ثلاثة أيام، وفق النشطاء في المنطقة.