بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، المعارضة السورية بسبب موقفها من الضربة الغربية لنظام الأسد، زاعما أن روسيا مع الحل السلمي في سوريا وأنها "تصر على بدء عمل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت" والتي شكلتها في مؤتمر سوتشي الذي عقد بنهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقال لافروف عقب لقائه المبعوث الدولي إلى سوريا، ستفيان دي مستورا، أمس الجمعة، "إننا متفقون مع أصدقائنا في الأمم المتحدة على أنه لا حل عسكريا للقضية السورية، ومن الواضح أن كل محاولات تطبيق هذا السيناريو محفوفة بتداعيات أكثر سلبية بالنسبة لسوريا نفسها بل للاستقرار الإقليمي والدولي".
أعرب عن قلقه البالغ من أن المعارضين، الذي يمثلون الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، دعوا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمواصلة أعمالها العسكرية العدوانية ونشر عمليتها في كامل أراضي سوريا.
وهاجم لافروف المعارضة قائلاً إن "التصريحات غير مقبولة تماما"، مضيفا "نأمل في أن تتوصل الجهات، التي تحظى بنفوذ لدى هذه المجموعة المعارضة وتشرف عليها، إلى استنتاجات صحيحة وتدعوها للالتزام بالنظام".
وأشار لافروف إلى أن روسيا "تصر على إطلاق عمل اللجنة الدستورية في جنيف بأسرع وقت ممكن بدعم دي ميستورا وبالتنسيق مع الدول الأخرى الضامنة (لعمليتي أستانا وسوتشي)".
ورعت روسيا مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية في كانون الثاني الماضي، والذي قاطعته "هيئة التفاوض"، وخرج بالاتفاق على تشكيل "لجنة لصياغة إصلاح دستوري"، من أجل الإسهام في تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث قال المبعوث الأممي إلى سوريا أن اللجنة ستتألف من ممثلين عن النظام والمعارضة.
وفي سياق آخر، قال لافروف أن "الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لم يقصفوا سوريا فحسب، بل ومفاوضات جنيف أيضا"، مؤكدا أن "لدى موسكو والأمم المتحدة فهم حول كيفية تجاوز الوضع الصعب الحالي في سوريا".
الجدير ذكره، أن روسيا بدأت عدوانها العسكري على سوريا في نهاية أيلول/ سبتمبر 2015، حيث تشارك القوات الروسية بدعم قوات النظام والميليشيات الإيرانية بالعمليات العسكرية ضد المعارضة المسلحة من الجو والأرض، وعدا عن الدعم العسكري على الأرض توفر روسيا الغطاء السياسي لنظام الأسد، حيث استخدمت 12 مرة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإحباط قرارات متعلقة بسوريا، منها 6 مرات متعلقة باستخدام الكيماوي الذي يتهم النظام في استخدامه، وفضلا عن ذلك مهدت روسيا لمسار أستانا الذي استفرد بالعسكر المعارضين ومسار سوتشي الذي يحاول الاستفراد بالمعارضة السياسية، وذلك خارج مظلة الأمم المتحدة ومسارها للحل المعروف بمسار جنيف.