لماذا  تغيّر موقف روسيا من وحدة سوريا؟ - It's Over 9000!

لماذا  تغيّر موقف روسيا من وحدة سوريا؟

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة) 

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سوريا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها، وتزامن التصريح الروسي الأول من نوعه مع تصريح آخر يتكرر دائما لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من وجود محاولات تهدف إلى تدمير سوريا وتقسيمها، وإبقاء تواجد قوات أجنبية في أراضيها إلى الأبد، وشدد على رفض موسكو لها، في إشارة إلى الوجود الأمريكي شرقي الفرات.

وقال لافروف إن هذه المحاولات التي تأتي في إطار "الهندسة الجيوسياسية" تخالف الاتفاقات الدولية بخصوص تسوية الأزمة السورية، وأكد على ضرورة حل الأزمة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي وضمن إطار العملية السياسية التي يقودها السوريون، حسب قوله.

واعتبر مدير مركز الشرق للسياسات، باسل جنيدي، أن التصريحات الروسية هي اعتراف ضمني من الروس أنهم لم يعودوا هم اللاعب الوحيد الذي سوف يحدد مستقبل سوريا، وشكل الحل السياسي فيها، كما كانت تروج موسكو في السابق.

وأوضح "جنيدي" في حديثه لبلدي نيوز، أن التغير الأساسي الذي حصل هو الضربة التي شنتها بريطانيا وفرنسا بقيادة من أمريكا لمواقع النظام، فبرغم أن الضربة لم تحقق أهدافا سياسية فورية ولم تحقق توازنا عسكريا، ولم تحدث تأثيرا مباشرا على العملية السياسية، إلا أن الضربة حيدت الروس الذين كانت تصريحاتهم عالية قبل الضربة، وفتحت المجال أمام تصاعد الأمور في سوريا، حيث تحيد الروس حتى عن التوتر بين إيران و"إسرائيل".

وأشار مدير مركز الشرق للدراسات إلى أن الضربة الغربية للنظام أكدت أن ساحة الصراع في سوريا، أكبر من قدرة روسيا على ضبطها، إضافة إلى روسيا تتعرض لضغوط اقتصادية كبيرة وهي تخشى من حصار اقتصادي عليها بشكل كبير، ولذلك هم يحاولون تعريف شكل دورهم في سوريا.

بدوره، الباحث عبدالوهاب عاصي، اعتبر أنه من خلال الاستماع لكامل التصريحات التي ألقاها وزير الخارجية الروسي، الإيحاء بأن هذا السيناريو قد يصبح بحكم الأمر الواقع وهي لن تدخل في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية ما لم تقم هذه الأخيرة بتجاوز الخطوط الحمراء الروسية التي يعرفها "البنتاغون"، على حد وصف الروس.

وأشار "العاصي" في حديثه لبلدي نيوز إلى أنه لابد من الانتباه لتوقيت التصريح؛ حيث جاء عقب الضربة الثلاثية على سوريا والحديث عن لقاء مرتقب بين بوتين وترمب، وكأن ما يجري يندرج ضمن الرسائل المتبادلة، خصوصاً إذا ما اعتبرنا أن روسيا فهمت جيداً مغزى الرسالة من الضربة الثلاثية. كما أن توقيت الضربة يأتي بعد تصريح آخر لروسيا متعلق بالجنوب السوري حيث أبدت مخاوفاً من تحوله لمنطقة حكم ذاتي بدعم أمريكي – بريطاني – أردني.

ولفت إلى أن التصريحات الروسية السابقة حول التقسيم كانت تلقي المسؤولية كاملة على الولايات المتحدة الأمريكية، وغالباً ما كان التركيز ينصب على منطقة شرق الفرات، لكن هذه المرة التصريح بدا عاماً ولا يحتوي على التصعيد الإعلامي.

وقال الباحث "العاصي": "ليس من المستبعد أن يصل الطرفان الأمريكي والروسي عقب لقاء الزعيمين على شكل ومضمون "الهندسة الجيوسياسية" لسوريا ضمن إطار "سوريا موحدة" وفقاً للقرارات الأممية الخاصة، وبشكل يضمن ويحافظ على نفوذ كل منهما. لكن في حال حصل مثل هذا الاتفاق ستصبح إيران أمام تحد كبير، خصوصاً إن أخلت موسكو مسؤوليتها عن بعض المواقع وكذلك الحال بالنسبة لواشنطن وبادرت إسرائيل ودول التحالف العربي أو الإسلامي بقيادة السعودية للعب دور أكبر في هذا الخصوص".

الجدير ذكره، أن روسيا بدأت عدوانها العسكري على سوريا في نهاية أيلول/ سبتمبر 2015، حيث تشارك القوات الروسية بدعم قوات النظام والميليشيات الإيرانية بالعمليات العسكرية ضد المعارضة المسلحة من الجو والأرض، وعدا عن الدعم العسكري على الأرض توفر روسيا الغطاء السياسي لنظام الأسد، حيث استخدمت 12 مرة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإحباط قرارات متعلقة بسوريا، منها 6 مرات متعلقة باستخدام الكيماوي الذي يتهم النظام في استخدامه، وفضلا عن ذلك مهدت روسيا لمسار أستانا الذي استفرد بالعسكر المعارضين ومسار سوتشي الذي يحاول الاستفراد بالمعارضة السياسية، وذلك خارج مظلة الأمم المتحدة ومسارها للحل المعروف بمسار جنيف.

مقالات ذات صلة

تصريح أمريكي بخصوص قانون كبتاغون 2 ضد نظام الأسد

دمشق.. اجتماع للجنة القضائية المشتركة بين إيران والعراق والنظام

سفير النظام في الأمم المتحدة يحمل واشنطن وإسرائيل مسؤولية التصعيد في المنطقة

بما علق نظام الأسد على الهجمات الإيرانية على إسرائيل

النظام يأمر برفع الجاهزية العسكرية والمدنية بمناطق سيطرته

أبرز ردود الأفعال الدولية على الهجمات الإيرانية