بلدي نيوز – (عبد العزيز الخليفة)
نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وعده بقصف نظام الأسد رداً على استخدامه الكيماوي، وشاركته في الرد كل من فرنسا وبريطانيا، وقد جاء الرد الغربي بعد أيام قليلة من فشل مجلس الأمن بسبب عرقلة روسيا لمشروع قرار غربي بالمجلس عبر استخدامها لحق النقض (الفتيو) للمرة 12 لإحباط مشاريع قرارات متعلقة بالشأن السوري.
الرد الغربي الذي جاء رغم معارضة موسكو الشديدة، والذي استمر لمدة 50 دقيقة واستهدف عدد من المنشآت التي يستعملها نظام الأسد، والضربات وفق التصريحات الغربية جاءت لتقوض قدرة نظام الأسد على إعادة استخدام الكيماوي، وجرت دون التعاون مع روسيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية التي قالت: إنها استخدمت فقط قنوات تحول دون وقوع حوادث بالجو ونفت التنسيق مع الروس مطلقا. العملية برمتها ترفضها روسيا وقد اعتبرتها إهانة لرئيسيها فلاديمير بوتين.
وفي حديث عن الضربة مع المحلل السياسي، عمر كوش اعتبر أن أهمية الضربة السياسية أهم بكثير من جانبها العسكري، نظرا لأنها تشكل أول مرة تحالف دولي من خارج مجلس الأمن وقد قام هذه التحالف بتوجيه ضربة عسكرية واسعة لقوات نظام الأسد، معتبرا أن تأييد تركيا للضربة الغربية على النظام والترحيب بها واعتبرها في محلها، هو أحد النقاط الإيجابية التي حققتها الضربة باعتباره ضرب للتفاهمات الروسية التركية الإيرانية حول سوريا.
ولفت "كوش" في حديثه لبلدي نيوز، أن الأهداف السياسة للضربة تتمثل بإعادة تفعيل مسار جنيف وهو المسار الأممي للحل في سوريا، حسب تصريحات وزيري الدفاع الأمريكي والخارجية الفرنسية، ما يعني ضرب مساري أستانا وسوتشي الذين تقودهما روسيا.
وأشار إلى أن الضربة اثبتت أن الولايات المتحدة وخلفها الغرب لن يتركوا الملف السوري في عهدة موسكو وطهران حليفا النظام، وأن استخدامه للكيماوي لن يمر دون عقاب كما جرى في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالعام 2013.
بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، حسن نيفي، أن الضربات هي في المقام الأول رد على روسيا، فرغم أنها موجهة إلى نظام الأسد وتحمل رسائل تحذير له من إعادة استخدام الكيماوي، إلانها ترجمة للتحدي بين الولايات المتحدة وروسيا والذي برز بشكل كبير مؤخرا في مجلس الأمن الدولي خلال السجال على مشاريع قرارات بشأن كيماوي الأسد، مشددا إلى أن أمريكية موجهة بشكل مباشر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورأي "نيفي" في حديثه لبلدي نيوز، أن إعادة المفاوضات والعملية إلى مسارها الصحيح الذي تقوده الأمم المتحدة في جنيف، يحتاج إلى قوة تجبر بشار الأسد إلى الالتزام بالحل السلمي الذي تدعو له الأمم المتحدة والغرب، مشيرا إلى أن الضربات قد تجعل الروس يميلون إلى الضغط أكثر على "الأسد".