هل حققت الضربات العسكرية على مواقع النظام أهدافها العسكرية والسياسية؟ - It's Over 9000!

هل حققت الضربات العسكرية على مواقع النظام أهدافها العسكرية والسياسية؟

بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
استهدفت عملية عسكرية أمريكية بريطانية فرنسية، فجر اليوم السبت، منشآت نظام الأسد العسكرية في دمشق ومحافظات أُخرى، بالتزامن مع تصريحات لرؤساء الدول المذكورة، قالوا فيها إن الضربة العسكرية غرضها الأول ردع قوات النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري.
واستهدفت الضربات العسكرية للدول الثلاثة موقع الحرس الجمهوري اللواء 105، وقاعدة دفاع جوية في جبل قاسيون، ومطار المزة العسكري، ومطار الضمير العسكري، والبحوث العلمية بمنطقة برزة، والبحوث العلمية في جمرايا، واللواء 41 قوات خاصة، ومواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي، ومواقع في منطقة الكسوة، وجميع هذه المناطق في دمشق وريفها، إضافة إلى مواقع عسكرية لقوات النظام في أرياف حمص حماة وطرطوس واللاذقية، فهل نجحت الضربات بتحقيق أهدافها؟
بعد مرور ساعة من العملية العسكرية التي استهدفت مواقع النظام فجر اليوم، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، في مؤتمر صحفي، إن الغارات استهدفت القواعد العسكرية التي استخدمت في الهجمات الكيمياوية في سوريا، وأضاف "دمرنا كافة الأهداف التي تم تحديدها وهذه الجولة انتهت".
وأشار وزير الدفاع الأميركي في مؤتمر صحافي في مقر البنتاغون مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال دنفورد، إن استمرار العمليات مرتبط باستخدام الأسد للكيمياوي مجدداً.
من جانبه صرّح الرئيس الفرنسي "ماكرون" أنه أمر بمشاركة الجيش الفرنسي في الضربات التي تستهدف النظام في سوريا بالتعاون مع بريطانيا وأمريكا، وأضاف: "الضربات ضد النظام السوري تستهدف قدرته على استخدام السلاح الكيميائي.. لا نقبل باستخدام الأسلحة الكيميائية".
وأوضح بيان الإليزيه أن "فرنسا وشركاءها سيستأنفون اعتبارا من اليوم جهودهم في الأمم المتحدة لإقامة آلية دولية لتحديد المسؤوليات ومنع الإفلات من العقاب وأي رغبة بتكرار ذلك من جانب النظام السوري".
وتابع أن "الوقائع ومسؤولية النظام السوري ليسا موضع شك" بشأن مقتل "عشرات الرجال والنساء والأطفال" في هجوم "بالسلاح الكيميائي" في دوما في السابع من نيسان/أبريل.
وأضاف ماكرون أن "الخط الأحمر الذي حددته فرنسا في أيار/مايو 2017 تم تجاوزه. لذلك أمرت القوات المسلحة الفرنسية بالتدخل هذه الليلة في إطار عملية دولية تجري بتحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا وتستهدف الترسانة الكيميائية السرية للنظام السوري".
من جهتها، صرّحت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أن الضربات التي شاركت فيها الطائرات الحربية البريطانية على مواقع النظام السوري، تهدف لمنع النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأضافت: "قوضنا إلى حد كبير قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي" مشيرة إلى أن "الهجمات كانت محدودة وفعالة وأهدافها كانت مختارة بعناية بالتنسيق مع حلفائنا".
وقال وزير الدفاع البريطاني إن "الأسرة الدولية ردت بطريقة حاسمة مستخدمة القوة العسكرية بشكل قانوني ومتكافئ".
وأكدت الوزارة "نجاح" الضربات التي شنتها مقاتلات بريطانية، موضحة أن تحليلات لنتائج التدخل ما زالت جارية.
ويرى مراقبون أن الضربة التي استهدفت نظام الأسد تحمل رسائل سياسية وعسكرية بآن واحد، حيث تعلن هذه الضربة انتهاء تفرّد روسيا وإيران بالملف السوري، وتوجيه رسالة لروسيا للضغط على نظام الأسد للعودة للمفاوضات ودعم عملية الانتقال السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة وخاصة 2254.
أما الرسائل العسكرية تجسدت بالتصريحات الأمريكية القائلة بأن "الموجة الأولى" من الضربات انتهت، وتم تشكيل تحالف ثلاثي عسكري أمريكي - بريطاني- فرنسي وسط دعم دولي واسع لهذا التحالف، تزامناً مع استمرار توافد قطع عسكرية وبوارج كبيرة إلى البحر المتوسط، استعدادا لتحرك آخر، ستكون إيران في صلب أهدافه.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت، فإن هذه الضربة تعتبر أثقل بكثير من تلك التي نفذتها الولايات المتحدة في العام الماضي من جانب واحد ضد مطار الشعيرات، والتي أطلقت فيها الولايات المتحدة 59 صاروخاً من طراز (توماهوك) ولم تستخدم أي طائرات حربية حينذاك، للتقليل من مخاطر الخسائر الأمريكية.
وبحسب البنتاغون، تعد هذه الضربة مضاعفة عن الضربة السابقة، حيث استخدم فيها الطائرات والصواريخ، ومع ذلك تضيف الصحيفة، أن الضربة لا تعتبر تصعيداً كبيراً؛ إذ اقتصرت الأهداف على القواعد الجوية ومرافق الأبحاث وأماكن التخزين التي من المفترض أنها استخدمت في التحضير للهجمات الكيميائية.
وتشير الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي من العملية العسكرية، باستثناء إرسال رسالة إلى (الأسد) مفادها الامتناع عن استخدام بالأسلحة الكيميائية، هو البقاء أبعد ما يمكن عن المواقع الروسية والإيرانية، لتجنب توسيع الصراع من خلال الصدام المباشر مع روسيا أو إيران.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من التصريحات الروسية الحادة التي صدرت خلال الأسبوع الماضي والتي هددت بعدم القيام بأي عمل عسكري تجاه نظام (الأسد)، إلا أن روسيا في الواقع بعيدة كل البعد عن القوة العسكرية التي كانت تتمتع بها أيام الاتحاد السوفييتي، حيث ترى الصحيفة، أن موسكو كانت قلقة من احتمال توسع الصراع من قبل واشنطن.

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا

سوريا في المرتبة 146 من بين 181 دولة على مؤشر مبادرة نوتر دام للتكيف العالمي