1500 حالة مرضية مزمنة تنتظر الموت مرضاً وجوعاً بمعضمية الشام - It's Over 9000!

1500 حالة مرضية مزمنة تنتظر الموت مرضاً وجوعاً بمعضمية الشام

بلدي نيوز – ريف دمشق (ورد مارديني)
خمسة كيلو متر غرب العاصمة دمشق، هي كل ما يفصل فرق الأمم المتحدة عن عشرات آلاف المدنيين المحاصرين داخل مدينة معضمية الشام، بحيث يمكنها سماع صرخات المحاصرين تعلو على اصوات البراميل المتفجرة والصواريخ التي تدك المدينة.
اربعون ألفاً أو أكثر تحاصرهم قوات الأسد وميليشياته داخل المدينة، محاولة فصلها عن مدينة داريا بعد يقينها بنجاح سلاحها الفتاك (الحصار والتجويع) لتستفرد بكل من المدينتين على حدى، إلا أن ما كشفته مصادر طبية ينذر بكارثة اسوأ مما لاقته بلدة مضايا منذ بضعة أيام مضت.
بلدي نيوز استطاع التواصل مع المركز الطبي الوحيد داخل المدينة، والذي يديره الطبيب عمر والذي أكد بدوره أن 6 مدنيين قضوا جوعاً ومرضاً، بعد إغلاق المعبر, أي بعد إطباق قوات الأسد حصارها على المدينة تماماً منذ قرابة الشهر.
وكشف الطبيب أن ثلاثة من الوفيات هم من مجموعة (PWD) أو ما يسمى بأصحاب الإعاقات العقلية والجسدية, بينما الوفيات الثلاثة المتبقية هم ممن لم يبلغوا عمر الثلاثة شهور, حيث قضوا لانعدام مادة حليب الأطفال وأغذية الرضع، كان آخرهم الطفل "يوسف سعدية"، والذي رفضت قوات الأسد طلب أهله بإخراجه لتلقي العلاج خارج المدينة>
يقول الطبيب عمر: "التأثير الأول للحصار يظهر عند المرضى الذين يخضعون لعلاج مستمر بوتيرة محددة، حيث يخضعون لنظام معين من العلاج والغذاء، تليها فئة الثانية الأكثر تضررا (الأطفال الرضع).
ويضيف: "هناك حوالي 1500 شخص يعانون من الأمراض المزمنة في المدينة كمرضى القلب والسكر, ووضعهم الصحي مقترن باستمرارية المداومة على الدواء وهو معدوم تماماً جراء اطباق الحصار"، مردفاً بالقول: "بالنسبة لأمراض السرطان والقصور الكلوي, فعددهم قرابة 25 حالة, ولا نملك القدرة نهائياً على علاجهم، لانعدام أجهزة غسل الكلى, والجرعات الدوائية والكيميائية أو الإشعاعي".
داني قباني، وهو أحد الناشطين الإعلاميين والإغاثيين، قال لبلدي نيوز: "أطبقت قوات النظام حصارها للمدينة  منذ عام 2012, حيث توفي في هذه الفترة قرابة 20 مدني, ما جعل الأهالي يقبلون بهدنة فرضها النظام  بتاريخ 25/12/2013, حيث سهل النظام دخول المدنيين إلى المدينة, حتى وصل عددهم إلى 45 ألف نسمة, بحيث جعل منها سجن لأكبر قدر من الحاضنة الشعبية للثوار".
وتنفيذاً لسياسة التجويع وسجن اكبر عدد ممكن داخل المدينة، أبقت قوات الأسد في تلك الفترة معبر المدينة الواصل للعاصمة دمشق مفتوح, بحيث يقتصر السماح للعابرين على إدخال المواد الغذائية بكميات قليلة تكاد تكفيهم بشكل يومي, ومنع دخول الأدوية بكافة أنواعها, حتى الأدوية الشخصية التي يدخلها المدنيون لعلاجهم اليومي.
ويضيف القباني: "في أواخر عام 2014 دخلت لجنة الأمم المتحدة والهلال الأحمر للمدينة, ومعهم 4 آلاف حصة من المساعدات الغذائية لأكثر من 30 ألف شخص، بالإضافة إلى أدوية الصرع والقمل, بينما صادرت قوات النظام المساعدات الطبية والدوائية ومنعت إدخالها في عدة محاولات من الأمم المتحدة, وفي الشهر الماضي, فرضت قوات النظام مبادرة عن طريق رفيق لطف الموسوي مالك قناة الميادين  وعدة ضباط من الفرقة الرابعة, اقتصرت على خيارين: إما تسليم السلاح, وإجراء تسوية كاملة, أو إخلاء المدينة من المدنيين والعسكريين, كما حصل سابقا في حمص", كان التهديد واضح بلهجة قوات النظام وهددت المدينة بالحرب أو الموت جوعاً، وهذا ما تشهده المدينة هذه الأيام.
لم يقبل أهالي المعضمية بهذه الشروط واعتبروها استسلاميه, فبدأ النظام بحملة همجية على المدينة بعد أن اغلق المعبر الوحيد إلى المدينة بالسواتر الترابية والإسمنتية ومنع خروج المدنيين، حتى طلاب المدارس والموظفين في القطاع الحكومي، حيث شهدت المدينة استشهاد ستة مدنيين خلال العشرين يوم الماضية، اثناء محاولتهم كسر الحصار.
"أم لين"، امرأة محاصرة داخل المدينة، تعاني طفلتها من سوء تغذية شديد نتيجة الحصار المفروض، وهو بازدياد، تقول المرأة: "حاولت وزوجي الخروج من المدينة, لكن قوات النظام منعتنا، وقال لنا احد الضباط: ادخلوا وموتوا جوعاً كما مات أهل مضايا, مصيركم هو الموت لأنكم في مناطق المسلحين, وكل شخص قتل في معارك المدينة سنقتل بدل منه مئة شخص بالجوع, وهو يتوسل أمام أقدامنا".
ما تبقى من الناشطين والكوادر الطبية داخل المدينة، ليس بإمكانهم فعل شيء يذكر في سجن داخله أكثر من 40 ألف مدني، بينهم عدة مئات من الحالات المرضية المزمنة أغلبهم من كبار السن والأطفال، بانتظار ما يمكن أن تفعله فرق الأمم المتحدة لإخراجهم أو توفير معالجة إسعافيه قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

رشدي" أعداد غير مسبوقة من المدنيين السوريين تكافح لتلبية احتياجاتها الأساسية"

غير بيدرسون يصل دمشق مطلع الأسبوع المقبل

مفوضية الأمم المتحدة تدعو لبنان إلى حماية السجناء السوريين من العودة إلى النظام

محاولات النظام لعرقلة ملف الأسلحة الكيميائية

إيرلندا توقف المساهمة بقوات “الأندوف” عند حدود الجولان

ماذا كشفت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن؟