بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
جدد الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام، استهدف الأحياء السكنية في مدينة "دوما" بالغوطة الشرقية، اليوم الجمعة، مرتكبا مجزرة بحق العشرات من المدنيين راح ضحيتها في إحصائيات أولية 30 شهيداً وعشرات الجرحى.
وأفاد مراسل بلدي نيوز بريف دمشق أن الطيران الحربي شن أكثر من 45 غارة جوية على مدينة دوما، في وقت تعاني فيه النقاط الطبية في المدينة من نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية، بالتزامن مع ازدياد وتيرة القصف في الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها النظام عليها منذ حوالي الشهرين.
وقال "تركي مصطفى" الباحث والمحلل في شبكة بلدي نيوز: إن عودة الطائرات الحربية الروسية للإغارة على مدينة دوما إشارة واضحة إلى فشل المفاوضات بين فصيل جيش الإسلام والجانب الروسي, فيما تواصلت على مدى أسبوع عملية تهجير سكان غوطة دمشق إلى الشمال السوري بعد الاتفاق بين بعض فصائل الغوطة "فيلق الرحمن وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام" والجانب الروسي.
وأكدت مصادر متباينة أن أكثر من 140 ألف مدني ومقاتل باتوا خارج الغوطة, فيما ينتظر عشرات الآلاف من أهالي دوما نتائج المفاوضات الجارية بين جيش الإسلام من جهة, والروس من جهة أخرى, وسط مخاوف مدنيي دوما كبرى مدن الغوطة من محاولة نظام الأسد والميليشيات الشيعية القيام بعمليات إبادة انتقاما لخسائرهم الكبيرة على جبهات الغوطة منذ انطلاق العملية العسكرية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أن "عملية مكافحة الإرهاب في الغوطة الشرقية بسورية انتهت تقريباً"، وأضافت أن "مدينة دوما، وهي المدينة الرئيسية في الغوطة الشرقية، لا تزال تحت سيطرة مقاتلين إسلاميين"، وهدد الروس دوما باقتحامها في حال فشل المفاوضات التي يجريها ضباط روس مع قيادة فصيل "جيش الإسلام" الذي يسيطر على المدينة.
ولف الغموض المفاوضات الجارية بسبب تكتم جيش الإسلام وكذلك الجانب الروسي, ورشح عن التفاوض بعض النقاط التي أكد عليها جيش الإسلام كتثبيت وقف إطلاق النار ومناقشة وضع المقيمين في مركز الإيواء ريثما يتم الاتفاق على نقاط مشتركة كأساس تبنى عليه المحادثات لإغلاق ملف دوما.
وتشير المصادر الشحيحة عن سير المفاوضات أنه تم الاتفاق على قضايا إنسانية كتسليم جثث معتقلي عدرا العمالية، الذين قضوا بالقصف الجوي على دوما، مقابل السماح للمصابين والمرضى ومن يرغب من سكان دوما بالخروج إلى الشمال السوري، غير أن تجدد القصف الجوي على مدينة دوما يأتي على خلفية فشل المفاوضات, إذ يتمسك غالبية قادة فصيل جيش الإسلام بالبقاء في مدينتهم وفق تسوية تتضمن عودة المؤسسات الخدمية والإدارية لنظام الأسد, وتحول جيش الإسلام إلى قوة حماية داخلية لمدينتهم بإشراف روسي, خشية جيش الإسلام من قيام الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للأسد القيام بعمليات انتقامية واسعة كالتي قامت بها في مناطق أخرى من مدن وبلدات الغوطة كالاغتصاب والتصفيات والسلب والنهب.
ويعتبر جيش الإسلام أكبر فصائل غوطة دمشق ويسيطر على مدينة دوما منذ تشكيله في العام 2013, وتمكن في معركة " الله غالب" من حصار العاصمة دمشق ولولا تدخل الروس لسقط نظام الأسد بحسب ما صرحت به موسكو في أكثر من مناسبة.
وبحسب الباحث "تركي مصطفى" فإن المفاوضات فشلت, لأن الجانب الروسي لا يقبل من جيش الإسلام أقل من الاستسلام, وهذا ما رفضه الجيش الذي لا يملك سوى خيار التمسك بأرضه والدفاع عنها حتى الموت.